أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا [٦٧] باستفهام.
فقرأ «١» الكسائيّ أإذا كنا ترابا بهمزتين. وو آباؤنا إننا بنونين من غير استفهام.
وقرأ ابن عامر ضد قراءة نافع والكسائي «٢» في عامّة ذلك، فكان لا يستفهم بالأول ويستفهم بالثاني، وهمز «٣» همزتين في كلّ القرآن إلّا في حرفين؛ فإنه خالف فيهما هذا الأصل؛ فقرأ في الواقعة: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا [الآية/ ٤٧]، جمع بين الاستفهامين. وفي النازعات: أئنا لمردودون في الحافرة [الآية/ ١٠] بالاستفهام، إذا كنا عظاما* [الآية/ ١١] بغير استفهام، وقرأ في النمل غير ذلك:
وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا إننا لمخرجون [الآية/ ٦٧] كقراءة الكسائي، ومضى في العنكبوت على الأصل الذي أصّل من ترك الاستفهام في الأول «٤».
قوله: أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها [الأعراف/ ٨٠] إنكم لتأتون الرجال [الأعراف/ ٨١]. كل واحد من الاستفهامين كلام مستقل لا حاجة بواحد من الكلامين إلى الآخر فيما يستقل به.

(١) في (ط): «وقرأ».
(٢) في (ط): ضد قراءة الكسائي.
(٣) في (ط): ويهمز.
(٤) انظر السبعة ص ٢٨٥، ٢٨٦ ففي النص اختلاف عمّا هنا من حيث بسط المسألة والتقديم والتأخير.


الصفحة التالية
Icon