ذلك لما شاهدوه من إمهال الله إياهم، وإملائه لهم، فإن قلت: كيف يجوز أن يحمل الضمير في ظنّوا على أنه للمرسل إليهم الرسل، والذي تقدم ذكرهم الرسل دون المرسل إليهم؟
قيل: إن ذلك لا يمتنع، لأن ذكر الرسل، يدلّ على المرسل إليهم لمقارنة أحد الاسمين للآخر، ولما في لفظ الرسل من الدلالة على المرسل إليهم، وقد قال الشاعر «١»:
أمنك البرق أرقبه فهاجا | فبتّ إخاله دهما خلاجا |
(١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي ورواية الديوان له «أو أومض ثم هاجا» والخلاج من الإبل: التي اختلجت أولادها عنها واحدها «خلوج» تخلج عنها إما بموت وإما بذبح، «دهما»: سودا. انظر شرح السكري ١/ ١٧٧.