بناء الفعل فيه لما لحقه من الزيادة التي يختصّ بها الاسم؛ فتصحيح قولهم (معايش) الذي قد زال مشابهة الفعل عنه في اللفظ والمعنى لا إشكال في تصحيحه، وفي وجوب العدل عن إعلاله، ومن أعلّ فهمز؛ فمجازه على وجه الغلط، وهو أن معيشة على وزن: سفينة، فتوهّمهما: فعيلة؛ فهمز كما يهمز «١» مصائب، ومثل ذلك ممّا «٢» يحمل على الغلط قولهم في جمع مسيل: أمسلة، وقد جاء ذلك في شعر هذيل. قال أبو ذؤيب «٣»:
وأمسلة مدافعها خليف فتوهموه فعيلة. وإنّما هو مفعلة؛ فالميم في أمسلة على هذا ميم مفعل، وقد حكى يعقوب وغيره مسيل ومسل، فالميم على هذا فاء، ومسيل: فعيل وليس بمفعل من سال.
ومن همز: مداين، لم يجعله: مفعلة، من دان «٤» ولكنّه

(١) في (ط): فهمزها كما همز.
(٢) في (م): ما.
(٣) عجز بيت وصدره:
بواد لا أنيس به يباب وقبله:
فقال له أرى طيرا ثقالا تخبّر بالغنيمة أو تخيف
ويباب: قفر ليس فيه أحد- ومدافعها: التي تدفع إلى الأودية.
وخليف: الطريق في أصل الجبل. انظر شرح أشعار الهذليين للسكري ١/ ١٨٥.
(٤) في (ط): دان يدين.


الصفحة التالية
Icon