التحريك لهما في تقدير السكون، فالذي قال: «من لد شولا... » «١»
إنما استعمل المحذوف لالتقاء الساكنين بالدلالة التي ذكرنا، وأنشد أبو زيد:
لد غدوة حتّى أغاث شريدهم... جوّ العشارة فالعيون فزنقب
«٢» فالدّال متحرّكة بالضم فمن قال: لدن غدوة، على ما حكاه أبو زيد وسيبويه شبّهها بالخفيفة مع الفعل كما شبّهها مع التنوين في قوله:
لدن غدوة، وإنّما شبّهوه بالزيادة في الموضعين جميعا أعني: لدن، لدن، لأنه لم يكن حقّها أن تحذف النون منها لمشابهتها الحروف وهذا الحذف إنما يكون في الأسماء المتمكنة فلما أشبهت الحروف لم يلزم الحذف فيها فاستنكروه وجعلوا النون بمنزلة الزائد في لدن، وفي لدن غدوة، وكذلك قد يستقيم أن تقول في الذي قال «لد شولا» أنه تركها على الضمة لأنه قدر أن تلك زائدة، وأنشد عن خالد «٣» بن كلثوم:
من عن لدن قرّعت نفس الصّلاة إلى... أن ولّت الشمس في علّي وفي نهل
وقد أضيفت فيه إلى الفعل، ويمكن أن تكون إضافتها إلى الفعل

(١) سبق قريبا.
(٢) البيت لزيد الفوارس الضبى وهو من جملة أبيات ذكرت في النوادر لأبي زيد/ ٣٥٩ والخزانة ١/ ٥١٦ وزنقب: بضم أوله وسكون ثانيه وقاف وآخره باء موحدة: علم مرتجل لا أصل له في النكرات: وهو ماء لبني عبس (معجم البلدان ٣/ ١٥٤).
(٣) في الأصل خلد ولعل الصواب ما أثبت انظر شرح أبيات المغني ٢/ ٤٠٧


الصفحة التالية
Icon