فقرأ عاصم ونافع وابن عامر: أولا يذكر الإنسان ساكنة الذال خفيفة.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بفتح الذال مشدّدة الكاف (يذّكّر) «١».
قال أبو علي: التذكّر يراد به التدبّر والتفكر، وليس تذكرا عن نسيان. والثقيلة كأنه في هذا المعنى أكثر، فمن ذلك قوله: أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر [فاطر/ ٣٧] وقال: إنما يتذكر أولو الألباب [الرعد/ ١٩] [الزمر/ ٩] فإضافته إلى (أولي) يدلّ على أن المراد به النظر والتفكّر. والخفيفة في هذا المعنى دون ذلك في الكثرة، وقد قال: إن هذه تذكرة [الإنسان/ ٢٩] فمن شاء ذكره [عبس/ ١١].
وزعموا أن في حرف أبي: (أولا يتذكّر الإنسان). فأما قوله:
ولم يك شيئا [مريم/ ٦٧] فمعناه: لم يك شيئا موجودا، وليس يراد أنّه قبل الخلق لم يقع عليه اسم شيء، وهذا كما قال: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا [الإنسان/ ١] وقد قال:
إن زلزلة الساعة شيء عظيم [الحج/ ١] والمعنى: أولا يذكر الإنسان الجاحد للبعث أول خلقه، فيستدلّ بالابتداء على أن الإعادة مثل الابتداء، كما قال: قل يحييها الذي أنشأها أول مرة [يس/ ٧٩] وقال: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [الروم/ ٢٧] وقال: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه [يس/ ٧٨].
[مريم: ٧٣]
اختلفوا في قوله عز وجل: خير مقاما [مريم/ ٧٣] في ضم الميم وفتحها في مريم والدخان والأحزاب.