أي: ليس لها أرنب فيفزع لهولها، ومثله:

وبلدة لا يستطيع سيدها حسرى الأراكيب ولا يهيدها
«١» ومثله قول ذي الرمة:
لا تشتكى سقطة منها وقد رقصت بها المفاوز حتّى ظهرها حدب
«٢» أي: ليس منها سقطة فتشتكى، ولا يجوز أن يراد به تثبيت الملك الذي هو مصدر الملك، لأنهم لم يكن لهم ملك بل كانوا مستضعفين قال: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض [القصص/ ٥] قال: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها [الأعراف/ ١٣٧]. وأظنّ أنّ أبا الحسن حكى أنّ الملك مصدر في المالك، وحكى غير أبي الحسن: أن بعضهم قال:
ما لي ملك، يريد: شيئا أملكه، وقد يكون الملك: الشيء المملوك، والملك: المصدر، مثل الطّحن والطحن، والسّقي والسّقي. وقد يجوز في قراءة من قرأ (بملكنا) أن تقدّر حذف المفعول وتعمله إعمال المصدر، كما قال:
وبعد عطائك المائة الرّتاعا «٣»
[طه: ٨٧]
اختلفوا في قوله تعالى: ولكنا حملنا [طه/ ٨٧] في ضم الحاء وتشديد الميم، وفتحها وتخفيف الميم.
(١) لم نعثر عليه، ولا يهيدها: أي لا يزعجها ولا يكترث لها.
(٢) انظر ديوانه ١/ ٤٤ والمعنى: لا يقال فيها ما يكره، والسقطة: العثرة، رقصت بها المفاوز: ليست على طمأنينة. وقد حدب ظهرها من الهزال.
(٣) سبق انظر ١/ ١٨٢، ٢/ ١٣٠، ٣٣٣، ٣٥١.


الصفحة التالية
Icon