قال أبو علي: قال الفرّاء في كتابه في التصريف: هو قراءة الأعمش، ويحيى بن وثّاب قال: وزعم القاسم بن معن أنّه صواب، قال: وكان ثقة بصيرا، وزعم قطرب أنّه لغة في بني يربوع، يزيدون على ياء الإضافة ياء، وأنشد «١»:

ماض إذا ما همّ بالمضيّ قال لها هل لك يا تافيّ
وقد أنشد الفراء ذلك أيضا «٢».
ووجه ذلك من القياس: أن الياء ليست تخلو من أن تكون في موضع نصب، أو جر، فالياء في النصب والجر كالهاء فيهما، وكالكاف في: في أكبر منك، وهذا لك، فكما أن الهاء قد لحقتها الزيادة في: هذا لهو، وضربهو. ولحق الكاف أيضا الزيادة في قول من قال: أعطيتكاه وأعطيتكيه، فيما حكاه سيبويه «٣»، وهما أختا الياء كذلك ألحقوا الياء الزيادة من المدّ، فقالوا: فيّي ثم حذفت الياء الزائدة على الياء، كما حذفت الزيادة من الهاء في قول من قال «٤»:
له أرقان وزعم أبو الحسن أنها لغة، وكما حذفت الزيادة من الكاف، فقالوا: أعطيتكه وأعطيتُكِهِ، كذلك حذفت الياء اللاحقة
(١) للأغلب العجلي سبق انظر الجزء ٤/ ٤١٥. وبعده:
قالت له ما أنت بالمرضيّ.
(٢) انظر معاني القرآن ٢/ ٧٦.
(٣) الكتاب ٢/ ٢٩٦. ومثّل للزيادة بقوله: أعطيكيها وأعطيكيه للمؤنث، وأعطيكاه وأعطيكاها للتذكير.
(٤) سبق في ١/ ٢٠٣، ٢٠٥.


الصفحة التالية
Icon