ووجه النون أنّه قرأ في المعنى. مثل الياء، وقد تقدّم مثله.
[إبراهيم: ٤٦]
اختلفوا في كسر اللام الأولى وفتح الثانية من قوله:
لتزول منه الجبال [٤٦].
فقرأ الكسائي وحده: (لتزول منه الجبال) بفتح اللام الأولى من (تزول) وضمّ الثانية.
وقرأ الباقون: (لتزول) بكسر اللام الأولى وفتح الثانية «١».
من قرأ: وإن كان مكرهم لتزول منه فإن (إن) على قوله: بمعنى «ما» التقدير: ما كان مكرهم لتزول، وإن مثل التي في قوله: إن الكافرون إلا في غرور [الملك/ ٢٠] وهذا مثل
قوله: ما كان الله ليذر المؤمنين... وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران/ ١٧٩]. والمعنى: وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم أي: جزاء مكرهم، فحذف المضاف كما حذف من قوله: ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم [الشورى/ ٢٢]، أي: جزاؤه، أي: قد عرف الله مكرهم فهو يجازيهم عليه، وما كان مكرهم لتزول منه الجبال، والجبال كأنه أمر النبيّ، وأعلامه ودلالته، أي: ما كان مكرهم لتزول منه ما هو مثل الجبال في امتناعه ممّن أراد إزالته.
ومن قرأ: (وإن كان مكرهم لتزول منه) كانت (إن)

(١) السبعة ص ٣٦٣.


الصفحة التالية
Icon