[النور: ٣٥]

قال أحمد وروى أبو عمر الدوري عن الكسائي (كمشكاة) [النور/ ٣٥] بكسر الكاف الثانية، لم يروها غيره «١».
الإمالة في قوله: (كمشكاة) غير ممتنعة، لأنّ الألف فيها لا تخلو من أن تكون منقلبة عن الياء، أو عن الواو، وعن أيّهما كان الانقلاب لم تمتنع إمالة الألف، لأنّها إذا ثنّيت انقلبت ياء، قال: «٢».
كأنّما حوأبها لمن رقب بمذعيين نقبة من الجرب
فمذعا مثل مشكا وقوله: فيها مصباح [النور/ ٣٥] صفة للمشكاة، لأنّها جملة فيها ذكر يعود إلى الموصوف، والمصباح يرتفع بالظرف، وكذلك قالوا في قوله: في بيوت أذن الله أن ترفع [النور/ ٣٦] إنّ قوله: في بيوت تقديره: كمشكاة فيها مصباح في بيوت أذن الله، ففي قوله: في بيوت ضمير مرفوع يعود إلى الموصوف، لأنّ الظرف في الصفة مثله في الصّلة، وقوله: أذن الله أن ترفع صفة للبيوت، والعائد منه إلى البيوت الذكر الذي في قوله:
ترفع ومعنى ترفع: تبنى كقوله: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت [البقرة/ ١٢٧].
ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم دري [النور/ ٣٥] بضم الدال وكسر الراء مشددة الياء من غير همز، أبو
(١) السبعة ص ٤٥٥.
(٢) أنشده المازني وذكره معجم التهذيب ٣/ ١٥٠ برواية (أوسطها) بدل (حوأبها) والمذعيان: اسم مكان. والباء في موضع «مع». رقب: نظر، والرقيب الناظر.
يقول: هذه الأرض قد أخذ حطبها وأكل فتقوّبت، وما حولها عاف لم يؤكل، فكأنها نقبة جرب في جلد صحيح.


الصفحة التالية
Icon