[قال أبو علي] «١»: من رفع فقال: ثلاث عورات كان خبر ابتداء محذوف لما قال: الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات [النور/ ٥٨] وفصل الثلاث بقوله: من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء [النور/ ٥٨]، فصار كأنّه قال: هذه ثلاث عورات، فأجمل بعد التفصيل. ومن قال: (ثلاث عورات) جعله بدلا من قوله (ثلاث مرات). فإن قلت: إنّ قوله: (ثلاث مرّات) زمان بدلالة أنّه فسر بزمان وقوله:

من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ومن بعد صلاة العشاء وليس العورات بزمان فكيف يصح البدل منه، وليس هي هي.
قيل: يكون ذلك على أن يضمر الأوقات، كأنّه قال «٢»: أوقات ثلاث عورات، فلمّا حذف المضاف إليه بإعراب المضاف فعلى هذا يوجّه.
قال: ولم يختلف في إسكان الواو من عورات «٣».
[قال أبو علي] «٤» واحد العورات: عورة، وحكم ما كان على فعلة من الأسماء أن تحرّك العين منه في فعلات نحو: صحيفة وصحفات، وجفنة، وجفنات، إلّا أنّ التحريك فيما كان العين منه ياء، أو واوا كرهه عامة العرب، لأنّ العين بالتحريك، تصير على صورة ما يلزمه الانقلاب من كونه متحركا بين متحركين، فكرهوا ذلك وعدلوا عنه إلى الإسكان، فقالوا «٥»: عورات، وجوزات وبيضات، ومثل هذا في اطراد التحريك
(١) سقطت من ط.
(٢) كذا في ط وسقطت من م.
(٣) السبعة ص ٤٥٩.
(٤) سقطت من ط.
(٥) في ط: وقالوا.


الصفحة التالية
Icon