قال: (واضمم إليك جناحك من الرهب) [القصص/ ٣٢] لمّا جاء فخرج منها خائفا يترقب [القصص/ ٢١]، ولا تخف نجوت من القوم الظالمين [القصص/ ٢٥] وقال: إني أخاف أن يكذبون [الشعراء/ ١٢]، وقال: لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى [طه/ ٤٦]. وقال: إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى طه/ ٤٥]، وقال: فأوجس في نفسه خيفة موسى [طه/ ٦٧] وقال: لا تخاف دركا ولا تخشى [طه/ ٧٧]، فأضاف عليه السلام الخوف في هذه المواضع إلى نفسه، أو نزل منزلة من أضافه إلى نفسه، قيل له:
اضمم إليك جناحك من الرهب [القصص/ ٣٢] فأمر بالعزم على ما أريد له ممّا أمر به وحضّ على الجدّ فيه، لئلّا يمنعه من ذلك الخوف والرهبة الذي قد تغشّاه «١» في بعض الأحوال، وأن لا يستشعر ذلك، فيكون مانعا له مما أمر بالمضاء فيه، وقال تعالى «٢»: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا [القصص/ ٣٥]، فكما أنّ الشد هاهنا ليس بخلاف الحلّ، كذلك الضم في قوله: واضمم إليك جناحك ليس يراد به الضّمّ المزيل للفرجة، والخصاصة «٣» بين الشيئين، وكذلك قول الشاعر «٤»:

(١) في (ط): يغشاه.
(٢) سقطت من ط.
(٣) في (م) الحصامة وهي تحريف، وما أثبتناه من (ط) وهو الصواب، والخصاصة كما في اللسان/ خصص/: وخصاص المنخل والباب والبرقع وغيره: خلله، واحدته خصاصة.
(٤) ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والحيزوم: الصدر- وقيل:
وسطه، انظر اللسان مادة/ حزم/ والبيت مع آخر في الكامل للمبرد ص ١١٢١


الصفحة التالية
Icon