قوله سبحانه «١»: فيما رزقناكم [الروم/ ٣٨] كذلك نفصل الآيات.
وذكر بعض أصحاب أحمد أنّ المشهور من قراءة أبي عمرو كذلك نفصل وهو الوجه لأنّ قوله فيما رزقناكم متأخر عن قوله: ضرب لكم مثلا من أنفسكم [الروم/ ٢٨].
[الروم: ٣٩]
قال: كلّهم قرأ: وما آتيتم من ربا [الروم/ ٣٩] ممدودا غير ابن كثير فإنه قرأ: (أتيتم) قصرا. ولم يختلفوا في مدّ وما آتيتم من زكاة [الروم/ ٣٩] «٢».
قال أبو عليّ: معنى وما آتيتم من ربا: ما آتيتم من هدية أهديتموها لتعوّضوا ما هو أكثر منها وتكافئوا أزيد منها فلا يربو عند الله، لأنكم قصدتم إلى زيادة العوض، ولم تبتغوا في ذلك وجه الله.
ومثل هذا في المعنى قوله سبحانه «٣»: ولا تمنن تستكثر [المدّثر/ ٦] فمن مدّ آتيتم، فلأن المعنى: أعطيتم من قوله: فآتاهم الله ثواب الدنيا [آل عمران/ ١٤٨] أي: أعطاهم. وأمّا قصر ابن كثير فإنّه يؤول في المعنى إلى قول من مدّ، إلّا أنّ (آتيتم) على لفظ: جئتم، كما تقول: جئت زيدا، فكأنّه ما جئتم من ربا، ومجيئهم لذلك إنّما هو على وجه الإعطاء له، كما تقول: أتيت الخطأ، وأتيت الصواب، وأتيت قبيحا، وقال الشاعر:
أتيت الّذي يأتي السّفيه لغرّتي | إلى أن علا وخط من الشّيب مفرقي |
(٢) السبعة ص ٥٠٧.
(٣) سقطت من ط.
(٤) البيت في اللسان (وخط) وقد وخطه الشيب وخطأ ووخضه بمعنى واحد أي: