[قال أبو علي] «١»: من نصب فقال: إن تك مثقال حبة فاسم كان ينبغي أن تكون: المظلمة، المعنى: إن تك المظلمة أو السيئة مثقال حبة من خردل أتى الله بها، وأثاب عليها، أو عاقب، إن لم يكن قد كفر، أو أحبط. ومن قال: إنّها إن تك مثقال حبة، فألحق علامة التأنيث الفعل، والفاعل مثقال المذكّر، فلأنّ المثقال هو السيئة أو الحسنة «٢» فأنّث على المعنى كما قال: فله عشر أمثالها [الأنعام/ ١٦٠] فأنث وإن كان الأمثال مذكّرا، لأنّه يراد به الحسنات، فحمل على المعنى، فكذلك المثقال. فإن قلت: فما وجه قوله سبحانه «٣»: فتكن في صخرة [لقمان/ ١٦]؟
وإذا كانت في صخرة فلا يخلو من أن تكون في الأرض، وإذا حصل بكونه «٤» في صخرة كائنة في الأرض أغنى: «أو في الأرض» عن قوله: «فتكن في صخرة». قيل: إنّ هذا النحو من التأكيد والتكرير لا ينكر، وعلى هذا قوله تعالى «٥»: اقرأ باسم ربك الذي خلق [العلق/ ١] ثم قال: خلق الإنسان [العلق/ ٢] فكذلك وصفت المظلمة بكونها في صخرة أخفى لها، وأغمض لمكانها ففيه تأكيد وتثبيت أن هذه المظالم لا تخفى عليه سبحانه، ولن يدع أن يثيب أو يعاقب عليها.

(١) سقطت من ط.
(٢) كذا في ط وفي م: والحسنة.
(٣) سقطت في ط.
(٤) في ط: حصلت بكونها.
(٥) سقطت في ط.


الصفحة التالية
Icon