يكون الباء زائدة كقوله: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة [البقرة/ ١٩٥]، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم [النحل/ ١٥]، فعدّى (ألقى) مرّة بالياء، ومرّة بغيرها.
وإذا ثبت: أنبت، في معنى: نبت، جاز أن تكون الباء للتعدي، كما أنّها لو كانت مع نبت كان كذلك، ويجوز أن تكون الهمزة في أنبت، للتعدي، والمفعول محذوف، والباء للحال كأنه تنبت ثمرة الدّهن، فحذف المفعول، وبالدهن في موضع حال كأنه: تنبت بالدهن، أي: تنبت الثمر، وفيه دهن، ويجوز في تنبت بالدهن، أي: بذي الدّهن، أي تنبت ما فيه دهن.
قال: وقرأ ابن عامر: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) [٥٤] رفع كلّه، وقرأ الباقون: بنصب ذلك كلّه، وأبو بكر عن عاصم.
وروى حفص عن عاصم مثل قراءة ابن عامر في مسخرات «١» وحدها، ونصب الباقي «٢».
النصب في قوله: والشمس والقمر أحسن، ليكون معطوفا على ما قبله وداخلا في إعرابه، لاستقامته في المعنى، ألا ترى أن ما في التنزيل من نحو قوله: وكلا ضربنا له الأمثال [الفرقان/ ٣٩]، وقوله: والظالمين أعد لهم عذابا أليما [الإنسان/ ٣١] يختار فيه النصب، ليكون مثل ما يعطف عليه،
(٢) السبعة ص ٣٧٠.