ويقوي النصب قوله: وسخر لكم الشمس والقمر دائبين [إبراهيم/ ٣٣]، فكما حملا هنا على التسخير كذلك في الأخرى، وكذلك النجوم قد حملت «١» على التسخير كذلك في وهو الذي جعل «٢» لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر [الأنعام/ ٩٧].
وكأنّ ابن عامر قطعه عن سخّر، لئلّا يجعل الحال مؤكّدة، فابتدأ الشمس والقمر والنجوم، وجعل مسخّرات خبرا عنها. ويدل على جواز ذلك أنه إذا جاء: سخر لكم الشمس والقمر علم من هذا أنهما مسخران، فجاز الإخبار بالتسخير عنها لذلك.
[النحل: ١٢]
ووجه ما روي عن عاصم من الرفع في مسخّرات وحدها، أنّه لم يجعلها حالا مؤكّدة، وجعلها خبر ابتداء محذوف، كأنّه لما قال: وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم [النحل/ ١٢] قال بعد: هي مسخرات، فحذف المبتدأ، وأضمره لدلالة الخبر عليه، وهو إذا جعله خبر ابتداء محذوف فقد علم ذلك بما تقدّم، كما أنّه إذا جعل مسخرات حالا مؤكدة فقد علم ذلك بما تقدم، وهذا المعنى

المنصف ٢/ ١١٥ ابن الشجري ١/ ١٨٣ - ٢٨٣ - ٢٩٦ - ٢٩٨.
وابن يعيش ٦/ ٥١ و ١٠/ ١٠٣ والخزانة ٢/ ٢٦١ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ٢٩٤، ٧٩٠، ١٠٣٢.
(١) في الأصل (ط): «قد حملت قد على التسخير» بإقحام قد الثانية.
(٢) في الأصل: «سخر» بدل «جعل» وليس في القرآن آية أو قراءة بهذا اللفظ، وعليه فلا حجة فيها نصا.


الصفحة التالية
Icon