فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر: (لا يهدى) برفع الياء وفتح الدال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يهدي بفتح الياء وكسر الدال.
ولم يختلفوا في يضل أنها مضمومة الياء مكسورة الضاد «١».
الراجع إلى اسم (إنّ) هو الذّكر الذي في قوله: يضل في قراءة من قرأ: (يهدى)، ومن قرأ: يهدي: فمن جعل يهدي من: هديته:
جاز أن يعود الذكر الفاعل الذي فيه إلى اسم إنّ، ومن جعل يهدي في معنى: يهتدي، وجعل: من يضل مرتفعا به، فالراجع إلى اسم إنّ الذكر الذي في يضل كما كان كذلك في قول من قال: (يهدى) فالراجع إلى الموصول الذي هو (من) الهاء المحذوفة من الصّلة تقديره: «يضلّه» والمعنى: إن من حكم بإضلاله له وتكذيبه، فلا يهدى. ومثل هذا في المعنى قوله: فمن يهديه من بعد الله، [الجاثية/ ٢٣]، تقديره: من بعد إضلال الله إيّاه والمفعول محذوف، أي: بعد حكمه بإضلاله.
وقراءة عاصم وحمزة والكسائي: لا يهدي من يضل في المعنى كقوله: من يضلل الله فلا هادي له [الأعراف/ ١٨٦]، وهذا كقوله: والله لا يهدي القوم الظالمين [البقرة/ ٢٥٨]، وقوله: وما يضل به إلا الفاسقين [البقرة/ ٢٦] فموضع (من) نصب ب (يهدي) وقد قيل: إن

(١) السبعة ٣٧٢.


الصفحة التالية
Icon