والموصول بقوله: فإنه رجس لأنّ قوله: فإنه رجس من الاعتراض الذي يسدّد ما في الصّلة، ويوضّحه، فصار لذلك بمنزلة الصّفة لما في الصّلة من التبيين والتخصيص، ومثل هذا في الفصل في الصّلة قوله والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم [يونس/ ٢٧] ففصل بقوله: جزاء سيئة بمثلها وعطف قوله: وترهقهم ذلة على الصّلة مع هذا الفصل من حيث كان قوله: جزاء سيئة بمثلها يسدّد ما في الصّلة. وأمّا من رفع فقال: أو يرسل رسولا فجعل يرسل حالا، فإنّ الجارّ في قوله: أو من وراء حجاب متعلق بمحذوف، ويكون في الظرف ذكر من ذي الحال، ويكون قوله: إلا وحيا على هذا التّقدير: مصدرا وقع موقع الحال، كقولك: جئتك ركضا، وأتيتك «١» عدوا، ويكون في أنّه مع ما انجرّ به في موضع الحال كقوله: ومن الصالحين [آل عمران/ ٤٦] بعد قوله: ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين فكما أن «من» هنا في موضع الحال كذلك في قوله: أو من وراء حجاب [الشورى/ ٥١] ومعنى: أو من وراء حجاب فيمن قدّر الكلام استثناء منقطعا أو حالا: يكلّمهم غير مجاهر لهم بكلامه، يريد أنّ كلامه يسمع ويحدث من حيث لا يرى، كما يرى سائر المتكلمين، إذ ليس ثمّ حجاب يفصل موضعا من موضع فيدلّ ذلك على تحديد المحجوب. ومن رفع يرسل*، كان يرسل في موضع نصب على الحال، والمعنى: هذا كلامه إيّاهم، كما تقول: تحيتك الضرب، وعتابك السيف، فإن قلت: فهل يجوز في قول من نصب فقال: أو يرسل أن يكون في موضع حال، وقد انتصب الفعل بأن