قال أبو علي: فاعل قال: النذير، المعنى: وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّة، فقال لهم النذير: أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم؟ ويجوز فيمن قال: قل، أن يكون حكاية ما أوحي إلى النذير، كأنّه: أوحينا إليه فقلنا له قل لهم: أو لو جئتكم بأهدى من ذلك.
[الزخرف: ٣٣]
اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله عزّ وجلّ: سقفا* [الزخرف/ ٣٣] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: سقفا*، على التوحيد.
وقرأ الباقون سقفا بضمّ السين والقاف على الجميع «١».
السّقف: جمع سقف قال: وجعلنا السماء سقفا محفوظا [الأنبياء/ ٣٢]، والجمع سقف، مثل: رهن ورهن، ويخفّف فيقال:
رهن، ومثله في الصّفة: فرس ورد، وخيل ورد، كذلك كث وكثّ، وسهم حشر، وسهام حشر، وفعل في الجمع يخفّف نحو أسد وأسد. قال:
كأنّ محرّبا من أسد ترج ينازله لنابيه قبيب «٢» وسقف واحد يدلّ على الجمع، ألا ترى أنّه قد علم بقوله:
لبيوتهم أنّ لكل بيت سقفا. وروي عن مجاهد أنّه قال: كلّ شيء من السّماء فهو سقف، وكلّ شيء من البيوت فهو سقف بضمتين،

(١) السبعة ص ٥٨٥.
(٢) البيت لأبي ذؤيب في شرح ديوان الهذليين ١/ ١١٠ وفيه: ينازلهم بدل ينازله. واللسان (قبب).


الصفحة التالية
Icon