في قول من لم يعلّقه بالجزاء، ألا ترى أن الجزاء يتعلق بالباء في نحو قوله: إني جزيتهم اليوم بما صبروا [المؤمنون/ ١١١] ولكن في قول من علّقه بمضمر يبيّنه: أن أجلدا: والإحسان خلاف الإساءة، والحسن خلاف القبح، فمن قال: إحسانا كان انتصابه على المصدر، وذلك أنّ معنى قوله: ووصينا الإنسان بوالديه: أمرناه بالإحسان، أي: ليأتي الإحسان إليهما دون الإساءة، ولا يجوز أن يكون انتصابه بوصّينا، لأنّ وصّينا قد استوفى مفعوليه اللّذين أحدهما منصوب، والآخر المتعلق بالياء وحجّته قوله في الأنعام: وبالوالدين إحسانا [١٥١].
ومن قال: بوالديه حسنا فمعناه: ليأت في أمرهما أمرا ذا حسن، أي: ليأت الحسن في أمرهما دون القبح، وحجّته ما في العنكبوت: ووصينا الإنسان بوالدين حسنا [٨].
[الاحقاف: ١٢]
اختلفوا في الياء والتاء من قوله: لينذر الذين ظلموا [الأحقاف/ ١٢].
فقرأ ابن كثير فيما قرأت على قنبل، وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: لينذر بالياء.
وقرأ نافع وابن عامر: لتنذر* بالتاء. وأخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: لتنذر* بالتاء «١».
حجّة التاء: إنما أنت منذر من يخشاها [النازعات/ ٤٥] وإنما أنت منذر ولكل قوم هاد [الرعد/ ٧] وإنما أنذركم بالوحي [الأنبياء/ ٤٥] ولتنذر به وذكرى [الأعراف/ ٢].

(١) السبعة ص ٥٩٦.


الصفحة التالية
Icon