قال أبو زيد: يقال: أسن الماء يأسن أسنا إذا تغير، وأسن الرجل يأسن أسنا، إذا غشي عليه من ريح خبيثة، وربّما مات منها. وأنشد:
التارك القرن مصفرّا أنامله يميل في الرمح ميل المائح الأسن «١» وقال أبو عبيدة: الأسن: المتغيّر الريح «٢».
حجّة ابن كثير في قراءته: أسن على فعل أنّ اسم الفاعل من فعل يفعل على فعل وقد ثبت ذلك مع كثرته وفشوّه ممّا حكاه أبو زيد.
ومن حجّته: أنّهم زعموا أنّه كما كان في المصحف أو بعض المصاحف من ماء غير يسن بالياء. وهذا إنّما هو على تخفيف الهمزة، وهو في المنفصل نظير: مير، وذيب في المتصل.
وقال أبو الحسن: أسن لغة، وفعل إنّما هي للحال التي يكون عليها.
فأمّا من قال: غير أاسن على فاعل، فإنّما يريد أن ذلك لا يصير إليه فيما يستقبل، فهو من باب: بعيرك صائد غدا.

(١) البيت لزهير بن أبي سلمى. انظر ديوانه/ ١٢١، وفيه: «يغادر» بدل «التارك» مصفرا أنامله: دنا موته فاصفرّت أنامله. الأسن: الذي يغشى عليه من ريح البئر المنتنة. المائح: الذي ينزل إلى أسفل البئر يملأ الدلو إذا قلّ الماء.
يميل في الرمح: أي يميل والرمح فيه. والبيت أنشده أبو زيد في كتاب الهمز ص ٣٠ برواية الفارسي كما هنا وهو من شواهد البغدادي في شرح أبيات المغني ٤/ ١٠٩ وصدر البيت من شواهد النحو، وقد
تعاوره عدد من الشعراء. تناولها البغدادي عند شرحه للشاهد:
قد أترك القرن مصفرا أنامله ٤/ ١٠٣ إلى ١١٠ وهو ممتع، وقد استوفي تخريجه هناك.
(٢) مجاز القرآن ٢٠/ ٢١٥.


الصفحة التالية
Icon