فعلى، كما وجدوا الفعلى نحو: الحبلى، والفعلى نحو: السّكرى، فلمّا لم يجدوا ذلك حكموا عليه بأنّ الفاء في الأصل مضمومة. ومن جعل العين فيه واوا على ما حكاه أبو عبيدة من قولهم: ضزته، فينبغي أن يقول: ضوزى، وقد حكي ذلك، فأمّا من جعله من قولك: ضزته فكان القياس أن يقول أيضا: ضوزى، ولا يحفل بانقلاب الياء إلى الواو، لأنّ ذلك
إنّما كره في بيض، وعين، جمع بيضاء، وعيناء لقربه من الظرف، وقد بعد من الظرف بحرف التأنيث، وليست هذه العلامة في تقدير الانفصال كالتاء، فكان القياس أن لا يحفل بانقلابها إلى الواو كما لم يبال ذلك في حولل، وعوطط، وكأنّهم آثروا الكسرة والياء على الضّمّة والواو من حيث كانت الكسرة والياء أخفّ، ولم يخافوا التباسا حيث لم يكن في الصفة شيء على فعلى*، وإنّما هو فعلى*، ولولا ذلك لكان حكمه حكم: كولل وكولل في الاسم والفعل، وحكم عوطط، وحولل، ألا ترى أنّه قال: سمعناهم يقولون:
تعيّطت الناقة؟ ثم قال:
مظاهرة نيّا عتيقا وعوططا «١»

(١) هذا صدر بيت عجزه:
فقد أحكما خلقا لها متباينا انظر اللسان (عوط) والعائط من الإبل: البكرة التي أدرك إنا رحمها فلم تلقح.
وهو من شواهد سيبويه المجهولة القائل، قال الأعلم: وصف ناقة مطارقة الشحم وافرة القوة والحجم لاعتياط رحمها وعقرها، وأصل المظاهرة: لبس ثوب على آخر، فالظاهر منها ظهارة والباطن بطانة، والنيّ: الشحم.
والعتيق: الحولي القديم، والمتباين: المتفاوت المتباعد، يعني أنها كاملة


الصفحة التالية
Icon