من خير يعلمه الله [البقرة/ ١٩٧]، ومثله، أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم [النساء/ ٦٣]، ومثله: ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [الزلزلة/ ٧]، فقوله يره من رؤية العين، أي:
يرى جزاءه، فحذف المضاف كما حذفه من قوله: وهو واقع بهم [الشورى/ ٢٢] أي:
جزاؤه واقع بهم، وكان مما جازى عليه تطليقه حفصة واحدة.
وأما عرف بالتشديد فالمعنى: عرّف بعضه وأعرض عن بعض، فلم يعرّفه إياها على وجه التكرّم والإغضاء.
[التحريم: ٤]
قال: قرأ ابن كثير: وجبريل* [التحريم/ ٤] بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم: وجبريل وكذلك المفضل، وقرأ عاصم في رواية يحيى:
وجبرئل* مفتوح الراء والجيم مقصورة «١»، وقرأ حمزة والكسائي:
جبرئيل وكذلك الكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وحسين عن أبي بكر ومحمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر وأبان عن عاصم «٢».
قال أبو علي: ليس هذا الاسم بعربي، وأشبه هذه الوجوه بالتعريب ما كان موافقا لبناء من الأبنية العربية، فالخارج عن الأبنية جبريل*، ألا ترى أنه ليس في أبنيتهم مثل: قنديل، فأمّا جبريل فعلى وزن قنديل وجبرئل* على وزن جحمرش وصهصلق، وجبرئيل على وزن عندليب. فأما قول ابن كثير: جبريل فهو متجه، وإن لم يجيء في أبنيتهم، ألا ترى أنه قد جاء فيما كان نكرة من الأسماء الأعجمية ما ليس على أبنيتهم نحو: الآجرّ والإبريسم، فإذا جاء في

(١) في السبعة: على وزن جبرعل.
(٢) السبعة ٦٤٠.


الصفحة التالية
Icon