وليت فلانا كان ولد حمار فهذا يكون واحدا، ويجوز مع وقوعه على الواحد أن يكون جمعا يجمع عليه فعل أو فعل، وذاك أن كلّ واحد من فعل وفعل يجري مجرى الآخر، وقد جمعوا فعل على فعل نحو: أسد وأسد، وكذلك يجوز أن يكون جمع ولد على ولد، ويجوز أن يكون: ولد جمع على ولد، كما جمع الفلك على الفلك بدلالة قوله: الفلك المشحون [يس/ ٤١]، فهذا واحدا والجمع قوله: الفلك التي تجري في البحر [البقرة/ ١٦٤] فجمع الفلك على الفلك، ألا ترى أنّا لا نعلم الفلك مستعملا في الفلك، فإذا لم يجيء ذلك فيه كان جمعا للفلك، فالضمّة التي في اللفظة التي يراد بها الجمع غير التي كانت في الواحد، كما أن الضمّة في: منص، في ترخيم منصور على من قال: يا حار، غير الضمة التي كانت فيه في قول من قال: يا حار، وكما أن الكسرة في دلاص وهجان إذا أردت بهما الجمع غير اللتين كانا في الواحد ألا ترى أنّ التي في الجمع مثل التي في ظراف، والتي كانت في الواحد مثل التي كانت في دلاث «١» وكناز، ويدلّ على أن الولد يكون جمعا قول حسان «٢»:
يا بكر آمنة المبارك بكرها من ولد محصنة بسعد الأسعد

فليت فلانا كان في بطن أمّه وقد ذكره المحتسب ١/ ٣٦٥ ولم ينسبه، وكذا اللسان في مادة (ولد).
(١) الدلاث ككتاب: السريعة والسريع من النوق وغيرها.
(٢) في الديوان برواية: «المبارك ذكره... ولدتك... » ديوانه ١/ ١٣١.


الصفحة التالية
Icon