لبدة، قال: وكذلك يقال للجراد الكثير، قال عبد مناف بن ربع «١»:
صابوا بستّة أبيات وأربعة حتّى كأنّ عليهم جابيا لبدا قال: الجابي: الجراد، لأنه يجبي كلّ شيء يأكله، وقال قتادة في قوله: يكونون عليه لبدا تلبّد الجن والإنس على هذا الأم ليطفئوه فأبى الله إلا أن ينصره ويمضيه ويظهره على من ناوأه. وقال غيره: كاد الجن لما سمعوا قراءة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يسقطون عليه. وما روي عن ابن عامر: لبدا* فإن اللّبد الكثير، من قوله:
أهلكت مالا لبدا [البلد/ ٦]، وكأنه قيل له: لبدا، لركوب بعضه على بعض، ولصوق بعضه ببعض لكثرته، فكأنه أراد: كادوا يلصقون به من شدّة دنوهم للإصغاء والاستماع مع كثرتهم، فيكون على هذا قريب المعنى من قوله: لبدا إلّا أن لبدا أعرف بهذا المعنى وأكثر.
[الجن: ٢٥]
قال ابن كثير ونافع وأبو عمرو: ربي أمدا [الجن/ ٢٥] وأسكن الباقون «٢».

(١) ويروى «طافوا بستة» أو «جاءوا لستة» وصابوا: وقعوا، والجابي: يهمز ولا يهمز، واللبد: المتراكب بعضه على بعض. يقول: من كثرة ما وقع عليهم الناس كأن عليهم جرادا منقضا. انظر شرح السكري ٢/ ٦٧٤. واللسان (جبأ). وفيه: سمي الجراد الجابئ لطلوعه.
(٢) السبعة ٦٥٧ وفيه: «حرّك ابن كثير ونافع وأبو عمرو الياء من (ربي). وأسكنها الباقون». ولم يتكلم أبو علي عن الحجّة فيها لسبق نظائرها.


الصفحة التالية
Icon