فإن قلت: فقد جاء: حاشى لله [يوسف/ ٣١]، ولا يكون إلا فعلا، لأن الحرف لا يحذف منه. قال رؤبة «١»:
وصاني العجّاج فيما وصّني قيل: إن ذلك في القلّة بحيث لا يسوغ القياس عليه، ولعلّ ابن كثير نظر إلى هذه المواضع، ومما يضعف ذلك أن الألف تثبت حيث تحذف الياء والواو، ألا ترى أن من قال: إذا يسر فحذف الياء في الفاصلة لم يحذف من نحو: والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى [الليل/ ١، ٢] فإن قلت: فقد جاء ما أنشده بعض البصريين «٢»:
من را مثل معدان بن ليلى إذا ما النّسع طال على المطيّة قيل: ليس الذي قرأه ابن كثير كذلك، وذاك أن الشاعر قلب الهمزة قلبا، ولم يخفّف على تخفيف القياس، ولكن على حدّ قوله «٣»:
لا هناك المرتفع فلمّا قلب التقى ساكنان فحذف لذلك، وأن رأه فحقّق الهمزة، ومثل تخفيف الشاعر قول الآخر «٤»:
على أنّ قيسا لم يطأ باه محرم

(١) سبق انظر ٤/ ٤٢٤.
(٢) سبق انظر ٣/ ٣٠٧ وهو بغير خرم هناك.
(٣) للفرزدق سبق في ١/ ٣٩٨ و ٢/ ٢١٨ و ٤/ ٢٤٥ و ٥/ ٣٦٣
(٤) سبق انظر ٤/ ٢٤٥ و ٥/ ٣٦٣


الصفحة التالية
Icon