ولكن حمل حسن الإدغام التاء فيها، لأنّ الصّاد تفشّى الصوت بها، واتّسع واستطال حتّى اتّصل صوتها بأصول الثنايا وطرف اللسان، فأدغم التاء فيها وسائر حروف طرف اللّسان، وأصول الثنايا إلّا حروف الصّفير، فإنّها لم تدغم في الصاد، ولم تدغم الصّاد في شيء من هذه الحروف لما فيها من زيادة الصوت فكره إدغامها فيما أدغم فيها من هذه الحروف، لما فيها من التّفشّي والاستطالة، حتى اتّصلت بأصول الثنايا مع أنّها من وسط اللّسان.
قال: وسمعناهم ينشدون:
ثار فضجّت ضجّة ركائبه «١» فأمّا الإدغام في السّابحات سبحا، والسّابقات سبقا، فحسن لمقاربة الحروف، وأمّا من قرأ بالإظهار في هذه، وترك إدغامها، فذلك لاختلاف المخارج، وإنّ المدغم فيه ليس بلازم، فلم يدغموا لتباين المخارج، وانتفاء الرفع، ألا ترى أنّهم بيّنوا نحو أفعل؟ وإن كان من كلمة واحدة، لما لم تلزم التاء- هذه- البناء، فما كان من كلمتين منفصلتين أجدر بالبيان.
[الصافات: ٦]
اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: بزينة الكواكب [الصافات/ ٦] فقرأ حمزة وعاصم في رواية حفص: بزينة، خفض منوّنة الكواكب بكسر الباء.
وقرأ عاصم في رواية في أبي بكر بزينة خفض الكواكب* بفتح الباء.

(١) قال سيبويه في الكتاب ٢/ ٤٢٠: «وسمعنا من يوثق بعربيته قال» وذكره. قال الأعلم: وصف رجلا ثار بسيفه في ركائبه ليعرقبها ثم ينحرها للأضياف فجعلت تضج.


الصفحة التالية
Icon