لقد بَنى المفترِي الفادي كُلَّ أَسئلِته على أُكذوبة، ادَّعَتْ أَنَّ شهادةَ أَنْ لا
إِله إِلّا الله وأَنَّ محمداً رسول الله هي الكنزُ الذي بَنى الخضرُ الجدارَ عليه،
وخَطَّأ القُرآنَ بسببِها! فإِذا كانت هذه الأَكذوبةُ مردودةً، فإِنَّ القرآنَ لا يتحملُها.
الخضرُ كان مع موسى - عليهما السلام -، وهو ليس النبيَّ إِيليا الذي عاشَ بعد موسى بتسعةِ قرون، ولا صلة بين الخضر وبين الإسكندرِ المقدوني، الذي جاءَ بعده باثْنَي عَشَرَ قرناً! ولم تُكتب الشهادتانِ على كَنْزِ الغلامَيْنِ اليتيمَيْن حتى يَصحَّ ما أَثارَه المفترِي على القرآنِ من اعتراض!!.
***
حول ترتيب أسماء الأنبياء
في سورةِ الأَنعامِ ثلاثُ آياتٍ ذَكَرَتْ ثمانيةَ عَشَرَ نبياً.
وهي قول الله - عز وجل -:
(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٥) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (٨٦).
الهاءُ في " لَهُ " تعودُ على إِبراهيم - عليه السلام -.
والأَنبياءُ الثمانيةَ عَشَرَ مذكورون في المجموعاتِ الحَالية: إِبراهيمُ وإِسحاقُ ويَعقوب، ونوحٌ لوحده، وداودُ وسليمانُ وأَيوبُ ويوسفُ وموسى وهارون، وزكريّا ويَحْيى وعيسى وإِلياس، وإِسماعيلُ واليسعُ ويونُسُ ولوط.
وذِكْرُ الأَنبياءِ في هذه المجموعاتِ أَثارَ اعتراضَ الفادي؟
قال: " ونحنُ نَسْأَل: كيفَ صُفَّتْ هذه الأسماءُ بلا نظامٍ ولا تَرْتيب، بما فيها من تقديمٍ وتَأْخير، يَدْعو للتشويشِ والخلْط؟
فما الدّاعي لذِكْرِ داودَ وسُليمانَ قبلَ أَيوبَ ويوسفَ وموسى وهارون؟
وما الدّاعي لذكْرِ زكريّا ويَحيى وعيسى وإِلْياس؟
وما الدّاعي لذكْرِ إِسْماعِيلَ بعدَ إِسْحاقَ ويَعقوبَ وداودَ وسُليمانَ وأَيوبَ ويوسفَ


الصفحة التالية
Icon