بلادِ العَرَب، ولا ذِكْرٌ لبنائِه هو وإِسماعيل الكعبة، ولكنَّه تَغَرَّبَ في أَرضِ
كنعان، التي وَعَدَهُ اللهُ وَوَعَدَ بها نَسْلَه ".
وكَلامُ الفادي تَحَكُّمٌ في التاريخِ، ووصايةٌ عليه، فالأَصْلُ عنْدَه أَسفارُ
الكتابِ المقدس، فكلُّ ما وردَ فيها فهو عنْدَه الصواب، وكل ما سَكَتَتْ عنه
تلك الأَسفارُ فهو الخطأ! وهذا تَحَكُّمٌ مَرْدود، فلم يَذْكُرِ الكتابُ المقَدَّسُ كُلَّ
أَحداثِ التاريخِ الماضي، حتى نُخَطِّئ أَيَّ حَدَثٍ لم يَرِدْ فيهِ!.
هذا إِذا كانَتْ أَسْفارُ الكتاب المقَدّس - بعهدَيْه القديمِ والجديد - صحيحةً
صادقة، فكيفَ إِذا كانتْ تلكَ الأًسْفارُ مشكوكاً فيها، لأَن الأَحبارَ الكاذبين هم الذين كتَبوها؟
وهم ليسوا أُمَناءَ على التاريخ!!.
إِنَّ المرجعَ في أَحْداثِ التاريخ الماضي هو القرآنُ الكريم، لأَنه كَلامُ اللهِ
المحفوظُ الثابت، وكَلُّ ما فيه حَقٌّ وصِدْقٌ وصواب، وبما أَنَّ القرآنَ أَخبَرَنا
بصريح آياتِه أَنَّ إِبراهيمَ هاجَرَ إِلى الأَرضِ المقَدَّسَة، فهذا الخَبَرُ صحيح، وبما
أَنه أَخْبَرَنا أَنَّ إِبراهيمَ أَتَى إِلى بلادِ الحجاز، فهذا الخَبَرُ صحيح، وبما أَنه
أَخْبَرَنا أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيل - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا الكعبة، فهذا الخَبَرُ صحيح..
واعتراضُ الفادي على هذا مردود، وتخطئَتُه كلامَ القرآن هي الخطأ
الفادحُ الذي وَقَعَ هو فيه!!.
ويتكلمُ الفادي المفترِي عن الكعبةِ كلاماً فاجِراً خطيراً، يقومُ على
الكذبِ والافتراء.
اللهُ أَخبرَ أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا الكعبة، والفادي يَنْفي ذلك ويُخَطِّئُه ويُكَذِّبُه.
واللهُ أَخبرَ أَنَّ الكعبةَ أَوَّلُ بيتٍ وُضِعَ للناسِ لعبادةِ اللهِ.
قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ).
والفادي المفترِي يُكَذِّبُ ذلك، ويَعتبرُ الكعبةَ بيتاً بُنِيَ لعبادةِ كوكبِ زُحَل! قالَ في فقرة قبيحةٍ فاجرة: " ونحنُ نَسأَلُ: كيف تكونُ