ونحن نوقنُ أَنَّ القرآنَ كلامُ الله، وأَنَّ الإِسلامَ دينُ الله، وأَنَّ أَحكامَ
الإِسلامِ من عند الله!!.
***
إِبراهيم - عليه السلام - ونمرود
وَرَدَ في القرآنِ جِدالٌ وحِجاجٌ ونِقاشٌ بينَ إِبراهيم - عليه السلام - وبينَ مَلِكٍ في عهدِه.
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٢٥٨).
وكان دْلك الملكُ يَدَّعي الأُلوهية، ودَعاهُ إبراهيمُ - ﷺ - إِلى الإِيمانِ باللهِ وَحْدَهُ، والخضوعِ له، ولكنَّه أَبى، فقالَ له إِبراهيم: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ).
فقالَ الملِكُ: أَنا أُحيي وأُميت..
فقالَ له إِبراهيم: اللهُ هو الذي يأتي بالشمسِ من المشرق إِلى المغرب، فإِنْ كنتَ إِلهاً فَسَيْطِرْ على الكون، وغَيّرْ حركةَ الشمس، وائتِ بها من المغرب! عند ذلك بُهِتَ الملكُ الكافر، واعترفَ بعجْزِهِ عن فعْلِ ذلك!!.
وذهبَ كَثيرٌ من المُفسِّرينَ إِلى أَنَّ اسْمَ ذلك الملِكِ الكافرِ هو: " نمرود ".
ونَقَلَ الفادي عن البيضاوي قوله: " قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ) تَعَجُّبٌ من مُحاجَّةِ نمرودَ وحماقتِهِ ".
واعتبرَ الفادي هذا الكلامَ خطأً، لأَنَّه لا يتفقُ مع التاريخ.
وحَمَّل القرآنَ هذا الخَطَأَ التاريخي: فقال: " ونحنُ نسأل: كيف حدثَتْ هذه المحاجَّة، ونمرودُ سابقٌ لإِبراهيمَ بثلاثِمئة سنة؟
فَبَيْنَ إِبراهيمَ ونوْحٍ اثْنا عَشَرَ جيلاً [لوقا: ٣/ ٣٤ - ٣٦]، وبين نمرودَ ونوحٍ أَربعةُ أَجيالٍ [تكوين: ٠ ١/ ١ - ٨] ".