والتفسيرُ الوحيدُ الذي أَثبتَه الفادي في قائمةِ المراجعِ هو تفسيرُ
البيضاوي، ولا أَدري لماذا تَفسيرُ البيضاوي دونَ غيرِه؟
فهناكَ تَفاسيرُ مأثورة
أَفضلُ منه، كتفسيرِ الطبري وتفسيرِ ابن كثير.
ثم ما دَخْلُ التفاسيرِ في الدراسةِ الموضوعية للنَّصِّ القرآني؟
إِنَّ التفاسيرَ هي الفهمُ البشريّ لمعاني القرآن، كما سَجَّلَه السادةُ المفَسِّرون لها، وهذا الفهمُ البشريُّ يَنطبقُ عليه ما ينطبقُ على كُلِّ الأَعمالِ البشريةِ القاصرة، ومهما بَلَغَ أَصحابُها من العلمِ والدقةِ والإِتقان، فإِنها ليستْ معصومةً من الخطأ، ولا مُنَزَّهَةً عن الضعفِ والنقص.
ولذلك وُجِدَتْ في التفاسيرِ المختلفةِ أَخطاءٌ عديدة، باعتبارِها جُهْداً
بشريّاً، ولا يوجَدُ تفسيرٌ خالٍ من الخطأ، سواء كانَ قَديماً أَو معاصراً.
وهدْا معناهُ أَنَّ النَّصَّ القرآني لا يَتَحَمَّلُ الخَطَأَ الموجودَ في تلك التفاسير، ولا يَجوزُ أَنْ نَنسبَ الخَطَأَ إِلى القرآنِ، لأَنَّ هذا الخَطَأَ وُجِدَ عند
الطبريِّ أَو الرازيّ أَو البيضاويِّ أَو القرطبيِّ أو غيرهم.
فالفهمُ البشريُّ للقرآن ليسَ حُجَّةً على القرآن، إِلّا عندَ أَصحابِ النظراتِ الحاقدةِ على القرآنِ!.
وقالَ الفادي في مقدمتِه: " وَوَضَعْتُ تعليقاتي على قالَبِ مئتين وثلاثةٍ
وأَربعين سؤالاً، خِدمةً للحق، وتبصرةً لأُولي الأَلباب..
".
وسوفَ نُتابعُ الفادي في أَسئلتِه وشبهاتِه واعتراضاتِه، التي ادّعى أَنه
اكْتَشَفَها في القرآن، وسننظرُ فيها بمنظارِ القرآن، لنعرفَ تهافُتَها وتَفاهَتَها،
وصَدَقَ اللهُ القائل: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ).