ودعوةُ القرآنِ النصارى إِلى الاحتكامِ للإِنجيل، ليقودَ ذلك إِلى الاعتقادِ
بأَنَّ القرآنَ كلامُ الله، وأَنَّ محمداً هو رسولُ الله - ﷺ -، لأَنَّ الإِنجيلَ بَشَّرَ بالنبيِّ الخاتمِ - ﷺ -، فاحتكامُهم الصحيحُ للإِنجيل معناهُ دخولُهم في الإِسلام!!.
***
هل في القرآن أقوال للناس؟
هل أَخَذَ محمدٌ - ﷺ - القرآنَ من النّاس؟
وهل وَضَعَ فيه أَقوالاً للنّاس؟
هذا ما يؤكِّدُه الفادي المفترِي، ولذلك بَدَأَ اعتراضَه السادسَ والثمانينَ على القرآنِ بنَفْي كونِ القرآنِ وَحْياً من عندِ الله، قال: جاءَ في سورةِ المدثر: (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥).
فقالَ محمد: إِنَّ قرآنَه وحيٌ من الله: (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤).
وهذه مغالطةٌ من الفادي المفترِي، فآيةُ سورةِ المدَّثرِ التي سَجَّلَها،
ذَكَرَ اللهُ فيها اتهامَ زعيمِ مكةَ الوليدِ بن المغيرةِ للقرآنِ بأَنه سِحْر، والآيةُ ضمنَ آياتٍ تتحدَّثُ عن حادثةِ الوليدِ واتِّهامِه، يَعرفُها الفادي عن يَقين، لكنَّه لم يُشِرْ إِليها.
وخلاصةُ حادثةِ الوليدِ بن المغيرة أَنَ زعماءَ قريشٍ اجْتَمعوا قُبيلَ موسمِ
الحَجِّ، ليتَّفِقوا على كلامٍ موحَّد، يَقولونَه في القرآن، ليصُدّوا الناسَ عنه، فقالَ لهم الوليد: قولوا وأَنا أَسمع.
فقالوا: نَقولُ عنه: إِنَّه شِعْر.
قال: إِنَّه ليس شِعْراً.
فقالوا: نقول: إِنه سِحْر.
قال: إِنَّه ليس سِحْراً.
فقالوا: نقول: إِنه كَذِب.
قال: إِنه ليس كَذباً..
وكُلَّما ذَكروا قولاً رَدَّه الوليدُ بأَنه غيرُ منطقي، وأَنَّ الذين يَسمعونَه لا يُصَدِّقونه!.
فقالوا له: قُلْ أَنتَ يا أَبا الوليد! فماذا تَقول فىِ القرآن؟.
قال: دَعوني أُفَكّرْ...
ولما فَكَّر لم يَجِدْ إِلّا أَنْ يَتَّهمه بأَنه سِحْر! وهو ما نَفاهُ عنه من قَبل.
وقالَ لهم: قولوا: إِنه سِحْرٌ يُؤْثَر، يُفَرقُ بينَ المرءِ وزوجِه.