الإِسلامُ عند الفادي المفترِي ليسَ من عندِ الله، وإِنما هو من وَضْعِ
واختيارِ محمدٍ - ﷺ -، أَخَذَه وانْتَقاهُ من عادات العرب المشركين في الجاهلية، حيثُ كان يَلْتَقي بهم، ويَختارُ من حياتِهم ما يريد، ثم يُسجلُه ويقدمُه لأَصحابِه، زاعماً أَنَّ اللهَ أَوحى به إِليه!.
والدليلُ عندَ المفترِي على ذلك، أَنَّ محمداً - ﷺ - أَخَذَ شعائرَ وعاداتِ الحج من العربِ الجاهليّين، وزَعَمَ أَنَّ اللهَ هو الذي أَوحى به إِليه: أَبْقى اسْمَ شهرِ الحَجّ " ذي الحجة " على اسْمِه الجاهلي، وأَبْقى الإِحرامَ على صورتِه الجاهلية، وأَبْقى التجارةَ في موسمِ الحَجِّ كما كانتْ عليه في الجاهلية، وأَبْقى الإِفاضةَ من عرفاتٍ على ما كان يَفعلُه أَهْلُ الجاهلية!!.
ولو كانَ الحَجُّ تشريعاً من عندِ الله لأَلْغى كُلَّ هذه الأَعمالِ الجاهلية،
وأَمَرَ بأَعمالٍ إسلاميةٍ جديدة!!.
وقد سبقَ أَنْ ناقَشْنا الفادي المفترِي في هذا الأَمْر، وبَيّنّا أَنَّ الحَجَّ ذو
نَسَبِ إِيماني، وأَنه سابِقٌ على العَرَبِ الجاهليّين، وأَوَّلُ مَنْ حَجَّ هو إِبراهيمُ
الخلَيلُ - عليه السلام -، والعَربُ المشركونَ في الجاهليةِ تَوارَثوا أعمالَ وشعائِرَ الحَجِّ عن إبراهيم - عليه السلام -، وأَضافوا لها الكثيرَ من ممارساتِهم الخاطئة، التي تَقومُ على الشركِ بالله، فلما جاءَ الإِسلامُ أَزالَ الممارساتِ الجاهليةَ الخاطئةَ عن مناسكِ الحج، وأَعادها إِلى أَصْلِها الإِيمانيِّ العريق، وأَبقى الأَعمالَ النظيفةَ والشعائِرَ الصحيحةَ، لأَنها إِيمانيةُ الأَصل، كالوقوفِ بعَرَفَة والإِفاضة والإِحرام، فهي ليستْ عاداتٍ وشعائرَ مأخوذةً من الجاهليةِ كما زَعَمَ الفادي الجاهل!.
***
حول توزيع الزكاة
حَدَّدَ اللهُ الأَصنافَ الذين تُدْفَعُ لهم الزكاة، وبَيَّنَ أَنها ثَمانيةُ أَصْنافٍ
فقط! قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠).