ولكنَّ الفادي الجاهلَ مطموسُ البصيرة، محجوبُ القلب، لا يُوَفَّقُ لهذه
المعاني لكفرِه وضَلالِه، ولذلك يُسارعُ بتخطئةِ المرآنِ واتهامِه بالتناقُض!!.
ولم يفهم الغبيُّ حديثَ القرآنِ عن شهورِ السنة، وما فيها من أَشهرٍ
حُرُم، وما كانَ يَفْعَلُهُ الجاهليّون من نَسيءٍ فيها.
قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ).
المعتَمَدُ في الإِسلامِ هو الحسابُ القمري، والسَّنَةُ القمريةُ اثْنا عَشَرَ
شَهراً، منها أَربعةُ أَشهرٍ حرم وهي: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، ومحرمٌ،
ورجب.
ودَعا اللهُ المسلمين إِلى عدمِ ظُلْم أَنفسِهم بارتكابِ المعاصي، ومنها
انتهاكُ حرمةِ الأَشهرِ الحُرُم، ببدءِ قِتالِ الأًعداءِ فيها، فَإنْ قاتَلَهم الأَعداءُ فيها جازَ لهم قِتالُهم والرَّدُّ على عدوانِهم، كما تُصرحُ آياتُ سورةِ البقرة وسورةِ التوبة: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ) و (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً).
تَذُمُّ الآياتُ بعدَ ذلك المشركينَ في الجاهلية، لما كانوا يُمارسونَه من
نَسيء، وذلك بنقلِ حُرْمةِ شهرٍ حَرامٍ إلى شهرٍ آخر، إِذا احتاجوا لقِتالِ الآخَرين فيه، وقد زادَهم هذا النَّسيءُ والتلاعبُ كُفْراً وضلالاً.
هذا ما تقرره الآيتانِ (٣٦ - ٣٧) من سورةِ التوبة، وكم كان الفادي
الجاهلُ غبياً عندما استخرجَ منهما قولَه: " ما بالُ القرآنِ بعد هذا يُدافعُ عن
الأَشهرِ الحُرُم، فيخلطُ بين السَّنَةِ القمريةِ والسَّنَة الشمسية، وَيزعمُ أَنَّ الاعترافَ بالسَّنَةِ الشمسيةِ كُفْر؟ ".
لا أدري كيفَ خَلَطَ القرآنُ في الآيتَيْن السابقتَيْن بين السنةِ القمريةِ والسنةِ