وذَكَرَ الفادي أقوالاً من الكتابِ المقَدَّس، تَنْهى عن تَعَلُّمِ السِّحر، منها
أَقوالٌ لبولُسَ وبطرس.
وخرجَ من ذلك بأَنَّ محمداً - ﷺ - ليس رسولَ الله، لأَنَّه لو كانَ رسولَ الله لما أَثَّرَ فيه السحرُ، ولنهى عن السحر كما نهى عنه بولُسُ وبطرس! قال: " ونحنُ نسأَلُ: كيفَ يُصيبُ السحرُ المؤمنَ المحفوظَ بعنايةِ الله؟..
ولقد نهتْ شريعةُ اللهِ عن السحر.. "...
وبعدما ذَكَرَ أَقوالَ بولسَ وبطرسَ في النهيِ عن السحرِ قال:
" هذه هي شريعةُ اللهِ حقّاً، وهؤلاء هم الرسلُ اللهِ فِعْلاً، يَنتهرون السَّحَرَةَ، ويُعطلونَ أَعمالَهم، وقوةُ الله فوقَ قوى السَّاحرين ".
حادثةُ سِحْرِ رسولِ اللهِ - ﷺ - ثابتةٌ في الحديثِ الصحيح.
روى البخاريُّ ومسلمٌ عن عائشةَ - رضي الله عنها -، قالت: سَحَرَ رسولَ اللهِ - ﷺ - يهوديّ من يَهودِ بني زريق، يُقالُ له: لَبيدُ بنُ الأَعْصَم، حتى كانَ يُخَيَّلُ إليه أَنه يفعلُ الشيءَ، وما يَفْعَلُه...
حتّى إِذا كانَ ذاتَ يوم، دعا رسولُ الله - ﷺ - ثم دَعا، ثم دَعا، ثم قالَ: " يا عائشة! أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتاني فيما استفتيتُه فيه، أَتاني رَجُلان، فقعدَ أَحَدُهما عندَ رأسي، والآخَرُ عند رجْلَي.
فقالَ الذي عند رأسي للآخَر: ما بالُ الرجل؟
قال: مَطْبوب.
قال: ومَنْ طَبَّهُ؟
قالَ: لَبِيدُ بنُ الأَعْصَم.
قالَ: في أَي شيء؟
قال: في مِشْطٍ ومُشاطَة.
قال: أَيْنَ؟
قال: في جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، تحتَ راعوفةٍ في بئرِ ذَرْوان ".
قالَتْ عائشة: فأَتى النبيُّ - ﷺ - البئرَ في أُناسٍ من أَصحابِه، حتى استخرجَه..
ثم قالَ: " يا عائشةُ! هذه البئرُ التي أُريتُها، وكأَنَّ ماءَها نُقاعَةُ
الحِنَّاء، وكأَنَّ نَخْلَها رؤوسُ الشياطين.. ".
فقلتُ: يا رسولَ الله، أَفلا أَحْرَقْتَه!
قال: " لا؟
أَمّا أَنا فقد عافاني اللهُ، وكرهتُ أَنْ أُثيرَ على الناسِ شَرّاً..
فأَمَرْتُ بها فدُفِنَتْ... ".