والظاهرُ أَنَّ هذا الكتابَ ثمرةُ جهودٍ مشتركةٍ لمجموعةٍ من رجالِ الدينِ
النصارى، تَفَرَّغوا للنظر في القرآن، بهدفِ انتقادِه، وبيانِ أَخْطائِه وتناقُضاتِه
- حسبَ مزاعِمهم - ويَبدو أَنهم رَدَّدوا ما قالَه اليهودُ والنصارى من قبلِهم، وظَنّوا أَنهم بذلك سيقضونَ على القرآن، ويوقفونَ انتشارَه، ولكنْ خابَ ظَنُّهم، فالقرآنُ غالبٌ منصور، ونورُه منتشرٌ مشرق، يفتحُ اللهُ له القلوبَ والعقول، في الغرب والشرق.
وبما أَنَّ الكتاب " هل القرآن معصوم؟ " في الظاهر من إِعدادِ مؤلِّفٍ
واحد، هو " عبد الله الفادي " فسننظرُ إِليه وننقدُه على هذا الأَساس، ونستعينُ عليه بالله.
أَخبرَ " عبدُ الله الفادي " في مقدمةِ كتابه أَنه " رجلُ دينٍ نصراني " حريصٌ
على القيام " بخدمةٍ منتجةٍ دائمةِ الأَثرِ للجنس البشري "، وأَنْ يُقَدِّمَ للناس عملاً عظيماً، يَخدمُهم ويُقدمُ فيه الخيرَ لهم.
فماذا سيقدِّمُ لهم، وبماذا سيخدمُهم؟.
رأى أَنَّ أَفضلَ ما يخدمُهم به هو أنْ يُحَذِّرَهم من خطرٍ كبير، ويُنَبِّهَهم
إِلى افتراءٍ عظيم، حتى لا يُخْدعوا به، إِنَّ هذا الافتراءَ هو القرآنُ، الذي ادَّعى محمدٌ - ﷺ - أَنه وَحيٌ أَوْحى اللهُ به إِليه، مع أَنَّ الفادي يوقنُ أَنَّه لا وَحْيَ بعدَ الإِنجيل، ولا رسولَ بعدَ المسيح!! فما أَتَى به محمدٌ - ﷺ - كَذِبٌ وإفكٌ مفترى.
قال في مقدمتِه: "...
ولكنني كرجلِ دين، رأيتُ أَنْ أَدرسَ القرآنَ..
وبما
أَنَّ اللهَ واحدٌ، ودينَه واحد، وكتابَه المقدَّسَ واحد، الذي ختمهُ بظهورِ المسيح كلمتِه المتجسِّد، وقال: إِنَّ مَنْ يَزيدُ على هذا الكتاب يَزيدُ اللهُ عليه الضرباتِ المكتوبة فيه، وبما أَنَّ القرآن يقول: إِنه وحي، أَخذتُ على عاتِقي دراستَه ودراسة تفاسيرِه، فدرسْتُه مِراراً عديدة، ووقَفْتُ على ما جاءَ به، ووضعْتُ تعليقاتي في قالبِ مئتين وثلاثة وأَربعين سؤالاً، خدمةً للحق، وتَبصرة لأُولي الألباب..
"!!.
ادَّعى عبدُ الله الفادي أَنه وجدَ في القرآن مئتين وثلاثةً وأَربعين خطأً،