وكم هم الذين يَزيدون فصاحةً من أُدباءِ اليهودِ في اللغةِ العِبْرِية، ومن
أُدباءِ اليونانِ في اللغةِ اليونانية، ومن أُدباءِ الرومانِ في اللغةِ الرومانية، كما هو معروفٌ أَنَّ لكلّ لغةٍ أُدباءَها.
أَما معلوماتُ القرآن فلم تَزِدْ عن أَقوالِ العربِ والمجوسِ واليهود
والنصارى، الذين أُخِذَ عنهم! ".
إِنَّ المجرمَ الفاجرَ يَرى أَنَّ القرآنَ من كلامِ محمد - ﷺ - وليس من كَلامِ الله، وأَنَّ بعضَ كلامِ العرب أَفصحُ من القرآن، كشعرِ امرئ القيس والمتَنَبي، وحتى مقاماتُ الحريري الركيكةُ أَفصحُ عنده من القرآن.
وهو يَرى أَنَّ القرآنَ ليس معجزةً للنبي - ﷺ -، لأَنَّ المعجزةَ في نظرهِ حَدَثٌ يَحدثُ على خلافِ الطبيعة، كإِحياء الميت، والقرآنُ في نظرِه ليس على خلافِ الطبيعةِ البشرية، إِنه كتابٌ أَلَّفَه محمدٌ - ﷺ - على مستوى من الفصاحةِ والبلاغة، فالقرآنُ صناعةٌ بشريةٌ من نَوادرِ أَعمالِ الإِنسان!
ولو كانَ القرآنُ معجزةً لكانتْ كُلُّ خُطَبِ العربِ وأَشعارِهم معجزات!!.
ويرى المجرمُ أَنَّ تحدّي القرآنِ الناسَ في فصاحتِه لا مَعنى له، لأَنَّ
مؤَلّفَه محمداً - ﷺ - أَقَلُّ من مستوى العربِ في الفصاحةِ والبلاغة!!.
إِنَّ المجرمَ يَهذي في هذا الكلام، ويُقدمُ كَلاماً تافِهاً ساقِطاً، يوحي به
إِليه حِقْدُه ولؤمُه وخبثُه وكيدُه، ولذلك يُغالطُ الحقائِق، ويطلبُ من القارئ
تَصديقَه!!.
هَبْ أَنَّ القرآنَ أَقَلُّ فصاحةً وبلاغةً من خُطَب وأَشعارِ العرب، فلماذا لم
يَأتوا بالمطلوبِ لما تَحَدّاهم القرآن؟
ولماذا لم يُؤَلًّفوا سورةً أَوْ عَشْرَ سُوَر؟
وما الذي مَنَعَهم من ذلك وهم الأَفصحُ والأَبلغ؟
وهم الحَريصونَ على أَنْ لا يَنْهَزِموا في ميدانِ البيانِ والفصاحةِ والبلاغة!!.


الصفحة التالية
Icon