ولا ريبَ فيه، وما خالَفَه فهو خطأ، وهو مما صاغَه وكَتَبَه الأَحْبار، ونَسَبوهُ
إِلى اللهِ زوراً..
هذه قاعدةٌ منهجيةٌ موضوعيةٌ في الصلةِ بينَ القرآنِ والعهدِ القديم.
ولا يَجوزُ أَنْ نُحاكمَ القرآنَ الثابتَ الصحيحَ المحفوظَ إِلى رواياتِ العهدِ
القديمِ المشكوكِ فيها، كما فَعَلَ الفادي.
بالنسبةِ لوالدِ إِبراهيمَ - عليه السلام -، ذَكَرَ الأَحبارُ أَنَّ اسْمَه " تارح "، وصَرَّحَ القرآنُ أَنَّ اسْمَه " آزر ".
والأَصْلُ أَنْ نعتمدَ ما صَرَّحَ به القرآن، لأَنه كلامُ اللهِ الثابتُ
والمحفوظ، فنقول: إِنَّ اسْمَه آزر.
ولا نَدْري من أَيْنَ جاءَ الأَحبارُ في العهدِ القديمِ باسمِ " تارح "! فإِمّا أَنْ
يكون له اسمان: آزرُ وتارح، فذكَرَ القرآنُ أَحَدَهما وذَكَرَ الأَحبارُ اسْمَه الثاني، وإِمّا أَنْ يكونَ ما قالَه الأَحبارُ خَطَأ، وأَن اسْمَه هو آزرُ فقط، لأَنه هو المصرَّحُ به في القرآن.
فالذي أَخَطَأَ في اسم والدِ إِبراهيمَ - ﷺ - ليس القرآن، لأَنَّ القرآنَ حَقّ لا خطأَ - فيه، وإِنما الذينَ أَخطؤُوا هم الأَحبارُ عندَ تأليفِهم أَسفارَ العهدِ القديم، فأَتَوْا باسمٍ يُخالفُ الذي في القرآن، وهذا مردودٌ عليهم!!.
***
حول أبي مريم وأخيها
ذَكَرَ القرآنُ اسْمَ والدِ مريم - عليها السلام - أَنه عمران.
قال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (١٢).
وذَكَرَ اسمَ أَخيها أَنَّه هارون.
قال تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨).


الصفحة التالية
Icon