وقد أَخْبَرَنا اللهُ أَنهم طلبوا من موسى - عليه السلام - أَنْ يَروا اللهَ جهرة.
قال تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦).
ولما طلبَ اليهودُ في المدينةِ من رسولِ اللهِ - ﷺ - أَنْ يُنزلَ عليهم كتاباً من السماءِ ذَكَّرَهُمُ اللهُ بما طَلَبَه آباؤُهم من موسى - عليه السلام -.
قال تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ).
ورغم هذه الآياتِ الصريحةِ التي أَخبرتْ عن قولِهم وطلبِهم إِلّا أَنَّ
الفادي المفتريَ المجرمَ خَطَّأَها وكَذَّبها، وقال في تكذيبه: " أَجابَهُ أَنَّ اليهودَ
سألوا موسى أَنْ يُريهم الله جهرة، وهذا خطأ، لأَنَّ اليهودَ سَألوا عكسَ
ذلك... "!!.
٥ - قوله تعالى: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠٩).
نقلَ الفادي في سببِ نزولِ الآيةِ أَنها أُنزلَتْ للرَّدّ على طلبِ قريش،
عندما طلبوا من رسول الله - ﷺ - أَنْ يأْتيهم بآيةٍ، مثل الآياتِ التي جاءَ بها الأَنبياءُ السابقون، كموسى وعيسى وصالح - عليهم السلام -، وزَعَمَ أَنه وافَقَهم ودعا الله.
قال: " قالَتْ قريش: يا محمد: إِنك تخبرُنا أَنَّ موسى كانت له عصا يَضربُ بها الحجر، فتنفجرُ منه اثنتا عشرةَ عيناً، وتخبرُنا أَنَّ عيسى كان يُحيي الموتى، وأَنَّ ثمودَ لهم ناقة، فأتِنا بآيةٍ حتى نُصَدِّقَك ونؤمنَ بك...
فقال محمد: أَيّ شيءٍ تُحبون؟
قال: تجعلُ لنا الصفا ذهباً، وابعثْ لنا بعضَ موتانا نسأَلْهم
عنك: أحقٌّ ما تَقولُ أَم باطل؟
وأَرِنا الملائكة يَشهدونَ لك..
فقال محمد: إِنْ فعلْتُ بعضَ ما تقولون أَتصدقونَني؟
قالوا: نعم والله، لئن فعلْتَ لنتبعنَّك أَجمعين..
وسأَلَ المسلمون محمداً أَنْ يُنزلَها عليهم حتى يؤمنوا، فقامَ محمد
وجعلَ يدعو اللهَ أَنْ يَجعَل الصفا ذهباً، فجاءَه جبريل فقال: إِنْ شئتَ أَصبحَ