٩ - هل كان رأسُه يؤلمه؟ :
ادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ رسولَ اللهِ - ﷺ - كان يشكو من آلامٍ شديدةٍ في رأسِه، ونَسَبَ إِلى أَبي هريرةَ - رضي الله عنه - أَنهم كانوا يَضَعونَ الحِنّاءَ على رأْسِه، لتخفَّ عنه تلك الآلام!.
وهذا ادّعاءٌ باطل، فلم يكنْ - ﷺ - يشكو من آلامٍ في رأسِه طيلةَ حياتِه، بل لم يكن يشكو من أَيةِ أَمْراض، إِنما أَصابَتْه الحُمّى في آخرِ أَيامِه - ﷺ -.
وبعدما ناقَشْنا الفادي المفتريَ فيما أَوردَه من مظاهرِ التغييرِ والتأثيرِ
التسعةِ التي ادَّعى أَنها كانت تَطرأُ على رسولِ اللهِ - ﷺ - عندما يأتيه الوحي..
ننظرُ في ما خَرَجَ من ذلك من اتّهام.
قال المفترِي: " ونحنُ نسأل: أَيّ وَحْي هذا الذي يُخرجُ الإِنسانَ عن وَعْيه، فيُغْشى عليه، ويُشبهُ السكران، ويَغُطًّ كغطيطِ الإِبل، وتَحْمَرُّ عَيناه، وتأخُذُه الرّعدة، ويتَصبَّبُ عَرَقاً، ويُصَابُ بألم الرأس، ويُحِسُّ بطنينٍ في أُذنيهِ ورَنينٍ في دِماغِه؟
ولقد كان مُصاباً بهذه الأَعراضِ عينِها قبلَ أَنْ يَدَّعيَ الوحي ".
لقد صَوَّرَ الفادي المجرمُ رسولَ الله - ﷺ - مع الوحي بصورةِ الإِنسانِ المريض بالأَمراضِ النفسية، والمضطربِ في أَعصابه، الذي لا يُسيطرُ على كيانه..
وهو كاذبٌ في ادعاءاته، مجرمٌ في استنتاجاته!.
***
هل شرع الرسول - ﷺ - في الانتحار؟
ادّعى الفادي المجرمُ أَنَّ رسولَ اللهِ - ﷺ - شَرَعَ في الانتحار، ونَسَبَ هذا الادّعاءَ إِلى علماءِ المسلمين.
قال: " قالَ علماءُ المسلمين: إِنه لما فَتَرَ الوحيُ عنه حَزِنَ حُزْناً شَديداً، حتى كانَ يَغدو إِلى يَثرب مرة، وإِلى حِراء مرةً أُخرى،