بأَنَّ الذي يَسمعُ أَقوالَه أَعجميٌّ اعترافٌ بالاقتباس، وأَنه صاغَ ما سمعَ من
معانٍ بأُسلوبِه العربيِّ الفصيح! ".
لم يَعترف الرسولُ - ﷺ - بأَنه يَسمعُ كلامَ الأَعجميِّ جبر أو يسار أَو غيرهما، باللغةِ الأَعجمية، ويأخذُ المعنى منه، ويقتبسُ الفكرةَ منه، ثم يصوغُ ذلك المعنى الأَعجميَّ بلسانِه العربي!.
إِنَّ معنى قوله تعالى: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) : لسانُ الشخصِ الذي يَميلونَ إليه، ويَنسبونَ إِليه تأليفَ القرآن، ويَدَّعونَ أَنه من عندِه،
أَعجمي، فكيفَ للأَعجميّ أَنْ يأتي بهذا البجانِ العربيِّ المبين؟.
وقَدَّمَ الفادي المفترِي دَليلاً على أَنَّ محمداً - ﷺ - اقتبسَ الأَفكارَ القرآنيةَ من الأَعجميّ في مكة، ثم صاغَها بالعربية، هو انتشارُ قصص التوراةِ والإِنجيلِ في بلادِ العرب، وورودُها في أَشعارِ بعضِ الشعراء، وذَكَرَ أَبياتاً لأُميةَ بن أَبي الصلت زَعَمَ أَنه أَخَذَها من سِفْرِ التكوين، وأَبياتاً للسموأل زعم أنه أخذها من سفر الخروج.
كما ادَّعى أَنَّ النصرانيةَ كانتْ منتشرةً في بلادِ العَرَب، وكان لها كنائسُ
في نجران، وأَنَّ " قِسَّ بن ساعدة " كان نصرانياً، ولذلك انتشر الفكر النصراني في بلاد العرب.
وفَرْقٌ بين انتشارِ بعضِ الأَفْكارِ اليهوديةِ والنصرانيةِ في بعضِ بلادِ
العرب، وبينَ إِنزالِ القرآن على رسولِ الله - ﷺ -.
***
هل شتم الرسول - ﷺ - الذين شتموه؟
ادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ الرسولَ - ﷺ - كانَ يُقابلُ شتمَ أَعدائِه بشتمِهم ولعْنِهم وسَبِّهم، ونسبَ له تسجيل هذه الشتائم في القرآن.
لما ماتَ ابنُ الرسولِ - ﷺ - من خديجة عَيَّرَه بذلك العاصُ بنُ وائل، أَحَدُ


الصفحة التالية
Icon