لكنْ لما أَعادَ الرهبانُ كتابةَ إِنجيلِ يوحَنّا باليونانية أَرادوا طمسَ بشارةِ
عيسى بمحمد - ﷺ -، فَحَرَّفوا الكلمة، ونَقَلوها من معناها المحدَّدِ إِلى المعنى الأَعَمّ، وحوّلوا كلمةَ " البارقليطوس " إِلى كلمةِ " بارقليطوس آخر "، التي معناها: المعَزّي أَو المعين.
وزَعَمَ الفادي أَنَّ عيسى لم يُبَشِّرْ بمحمدٍ عليهما الصلاة والسلام، ودعا
إِلى قراءةِ الأَناجيلِ لاستخراجِ هذه البشارة..
وها هو البروفسورُ المهتدي عبدُ الأَحد داود يُقَدّمُ لنا تلك البشارة، ويُرينا تَحريفَ الرهبانِ لها!!.
***
ما معنى الأُمِّي والأميين؟
وَقَفَ الفادي أَمامَ وَصْفِ الرسولِ - ﷺ - بالنبيِّ الأُمِّي، وهو الوصْفُ الذي وَرَدَ في قولِه تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ).
وزَعَمَ أَنَّ سبَب وَصفِه بذلك أنه لم يكنْ أَصْلُه يهودياً، ولم يكنْ من أَهلِ
الكتاب؛ لأَنَّ الأُمّيّين عند اليهودِ هم الأُمَمُ من غيرِ اليهود.
وزَعَمَ الفادي أَنَّ القرآن: " جرى على هذا القياس، فسمى اليهودَ والنصارى " أَهْلَ الكتاب "، وما عَداهم " الأُمّيّين ".
فأَهْلُ الكتابِ اسْم علم على اليهودِ والنَّصارى، والأُمّيّون
اسْمُ عَلَمٍ على جَميعِ العَرَبِ وغيرِهم..
ولهذا سُمّيَ محمدٌ بالنبيِّ الأُمّيّ، لأَنه غريب عن الشعب المختار، الذي أَقامَ اللهُ منه جميعَ الأَنبياء وجعلَ خاتمَهم كلمتَه المسيحَ مُخًلِّصَ العالَم ".
وزَعْمُ الفادي مردود، لا تَشهدُ له اللغة، ولا يُؤَيِّدُه المعنى.