والعزمِ على مخالطتِها ومعاشرتِها، وذلك في قوله: " قَصدَتْ مُخالَطَتَه، وقَصَدَ مُخالَطَتَها ".
أَما ما نَقَلَه الفادي المفترِي عن سِفْرِ التكوينِ: " أَنَّ امرأةَ العزيز لَما
أَمْسَكَتْ بثوبِه تَرَكَ الثوبَ معها وهَرَبَ " فهذا ليسَ صحيحاً، وهو يَتعارَضُ مَع ما ذَكَرَه القرآن.
قالَ الأَحبارُ في سِفْرِ التكوين عن المراودة: " كان يوسفُ حَسَنَ الهيئة،
جميلَ المنظر..
وحَدَثَ أَنَّ امرأةَ سيدِه رَفَعَتْ عينَيْها إِلى يوسف، وقالَتْ له:
اضطجعْ معي! فأَبى وقالَ لها: سَيِّدي لا يعرفُ شيئاً في البيت، وكلُّ ما يملكُه
ائتمنَنِي عليه، وسَيِّدي لم يمنعْ عَنّي شيئاً غَيْرَك، لأَنك امرأَتُه، فكيفَ أَصنعُ
هذه السيئةَ العظيمة، وأُخطئُ إِلى الله؟ !.
وكَلَّمَتْه يوماً بعدَ يوم، أَنْ يضطجعَ بجانبِها وينامَ معها، فلم يسمعْ لها!.
واتفقَ في أَحَدِ الأَيّام أَنه دخلَ البيتَ ليقومَ بعملِه، ولم يكنْ في البيتِ
أَحَدٌ من أَهلِه، فأَمسكَتْ بثوبِه، وقالَتْ له: ضاجِعْني!..
فتركَ ثوبَه بيدِها، وفَرَّ هارباً إِلى الخارج.
فصاحَتْ بأَهْلِ بيتِها، وقالَتْ لهم: انْظُروا كيفَ جاءَنا برجلٍ عِبْرانِيٍّ،
ليُداعِبَنا ويَتلاعَبَ بنا..
دَخَلَ عَلَيَّ لِيُضَاجِعَني، فصرَخْتُ بأَعلى صوتي..
ولما سَمِعَني أَصرخُ تركَ ثوبَه بجانبي، وَفَرَّ هارباً إِلى الخارج!.
وَوَضَعت المرأةُ ثوبَ يوسفَ بجانِبها، حتى جاءَ زوجُها إِلى بيتِه، فحكَتْ
له الحكايةَ ذاتها.
قالَتْ: هذا العبدُ العِبْرانيُّ الذي جئتَنَا به، دَخَلَ ليُداعِبَني،
وعندما رَفَعْتُ صَوْتي وصَرَخْت، تركَ ثوبَه بجانبي وهَرَب...
فلما سمعَ ذلك غضبَ على يوسف غَضَباً شديداً، وجَعَلَه في
السجن ".