خُلِقوا من نَفْسِ قُصَيّ، وكانَ له زوجٌ من جِنْسِه، عربية قُرَشية، وطَلَبا من اللهِ الوَلَدَ، فأَعْطَاهُما أَربعةَ بنين، فسَماهُم: عبدَ مناف، وعبد شمس، وعبد قصي، وعبد الدار..
ويكونُ الضميرُ في (يشركُون) لهما ولأَعْقابِهما المقْتَدينَ بهما.. ".
وأَدْعو إِلى المقارنةِ بين كَلامِ البَيضاويِّ في تفسيرِه، والكلامِ الذي زَعَمَ
الفادي أَنه للبيضاويِّ في تفسيرِه، لمعرفةِ الفرقِ بينهما، والوقوفِ على تَلاعُبِ الفادي وعَدَمِ أَمانتِه!.
يقولُ البيضاويُّ في معنى قوله تعالى: (فَلَمَّا ءاتاهما صالحا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا ءاتاهما) أي جعل أولادهما له شركاء فيما آتى أولادهما فسموه عبد العزى وعبد مناف على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، ويدل عليه قوله: (فتعالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ)..
ومعنى كلامِ البيضاويِّ أَنه إِذا كان ضَميرُ المثَنّى يَعودُ على آدمَ وحَوّاءَ في
قولِه: (دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) فإِنَّ فاعلَ " جَعَلا " في الحقيقةِ لا يَعودُ على آدَمَ وحَوّاء، وإنما يعودُ على أَولادِهما المشركين، والسياقُ من بابِ حَذْفِ المضافِ وإقامةِ المضافِ إِليه مَقَامَه، والتقدير: جَعَلَ أَولادُهما لله شركاء..
والدليلُ على هذا عند البيضاوي.
إِسنادُ فعْلِ (يشركُون) بعدَ ذلك إِلى الجمعِ وليسَ إِلى المثَنّى، فقالَ: (فتعالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ).
ولو كان المشركان هما آدمَ وحَوّاءَ لكانَ الفاعلُ مثنى، ولقال: فتعالى اللهُ عما يشركان!!.
وقد حَرَّفَ الفادي المفترِي كَلامَ البيضاوي، ليجعَلَه دَليلاً له على تخطئةِ
القرآن...
عبارةُ البيضاوي: " جعلَ أَولادُهما له شركاءَ فيما آتى أَولادَهما،
فسمّوهُ عبدَ العُزّى وعبدَ مناف " صارتْ عند المفترِي؟ " وقال البيضاوي: أَي: جَعَلا أَولادَهما، شركاءَ فيما آتى أَولادَهما..
وفرقٌ بَعيدٌ بين الجملتَيْن.


الصفحة التالية
Icon