(دائمًا يَغْشَاهُ) يغشاه الجملة صفة لسلام يغشاه بأن يغشى النبي - ﷺ - والجملة في محل جار صفة لسلام، (دائمًا) هذا متعلق به والمراد به الدلالة على ديمومة السلام مع الصلاة وهذا يدل على ماذا؟
يدل على أن السلام آكد من الصلاة ولذلك لما أفرد فليذكر السلام دون الصلاة لماذا؟ لأنه مؤكد في الآية بالتأكيد ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: ٥٦] تسليمًا هذا مفعول مطلق مؤكد لعامله إذًا أكد السلام ولم يؤكد الصلاة فدل على ماذا؟
على أن السلام آكد من الصلاة لذلك قال: (معَ سَلامٍ دائمًا يَغْشَاهُ). يغشاه الجملة صفة لسلام يعني: يعمه ويفسره دائمًا هذا سؤال للديمومة وعدم الانقطاع.
(وآلِهِ وصَحْبِهِ). وآلِهِ هذا عطف على الضمير - أحسنت عليه على الضمير - صلى الله عليه وآله هذا يدل على ماذا؟
هذا فيه خلاف هل يجوز أو لا؟ هل يجوز العطف على الضمير المجرور أو لا؟
قالوا: يجوز مع إعادة الخافض، عليه وعلى آله يجوز ﴿وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ قالوا: وهذا جائز. وأما دون إعادة الخافض قالوا: هذا لا يجوز وما ورد من ذلك يكون شاذ لذلك حكموا على قوله تعالى: (الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ). بالخفض قالوا: هذا شاذ هذا باطل لماذا؟
لكونه عطف على الضمير دون إعادة الخافض والأكثر - وهو الصحيح أنه أكثر -في لغة العرب لما قال: (بِهِ وَبالأَرْحَامِ) ما دام أنه جُرّ لفظ الأرحام حينئذ يتعين إعادة الخافض الذي خفض به الضمير (الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ) بالخفض قالوا: هذا شاذ لأنه لم يُعَدِّه الخافض الذي عُطف عليه الأرحام وهو الضمير. والصواب أنه يجوز بدليل هذه الآية لأنها قراءة ثابتة صحيحة بل متواترة (وَالأَرْحَامِ) إذًا نقول: يجوز وعليه كلام الناظم هنا ليس فيه خلاف.
(وآلِهِ) عطف على قوله: (عليهِ). على الضمير دون إعادة الخافض وهو لفظ آله نقول: هذا جائز وهذا صحيح وإن كان الأكثر في استعمال لغة العرب في إعادة الخافض.
(وآلِهِ) هذا آل اسم جمع لا واحد له من لفظه وأضيف إلى الضمير والصواب أنه يجوز إضافته إلى الضمير، يعني بعد أن صلى على النبي - ﷺ - عطف عليه الآل في طلب الصلاة والثناء عليهم وهذا امتثالاً لقوله - ﷺ -: «قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى وآل محمد». إذًا الصلاة على الآل نقول: مأمور بها من جهة الشرع فلا إشكال دليلها ثابت، وآله ما المراد بآل نقول: الأصح أن المراد به في مثل هذا المقام أتباعه على دينه لماذا؟
لأنه في مقام الدعاء فالأولى التعميم ولا شك أن الآل يطلق على الأتباع قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٦]. ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ من؟ أقاربه أم أتباعه على دينه؟
أتباعه ولا شك ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ فدل على أن المراد به الأتباع فحينئذ في مثل هذا المقام يفسر الآل بالأتباع وقيل غير ذلك لكن الأولى هذا.