قال رحمه الله تعالى:
تَبارَكَ المُنْزِلُ للفُرقانِ | على النَّبِيِّ عَطِرِ الأَرْدانِ |
مُحَمَّدٍ عليهِ صَلَّى اللهُ | معَ سَلامٍ دائمًا يَغْشَاهُ |
وآلِهِ وصَحْبِهِ، وبَعْدُ | فَهذِهِ مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ |
ضَمَّنْتُها عِلمًا هُوَ التَّفْسِيْرُ | بِدايةً لِمَنْ بِهِ يَحِيْرُ |
أَفْرَدْتُها نَظْمًا مِن النُّقَايَةْ | مُهَذِّباً نِظَامَها في غَايَةْ |
واللهَ أَسْتَهدي وأَسْتَعِيْنُ | لأنَّهُ الهادِي ومَنْ يُعِيْنُ |
ثم هو أقسام الاقتباس لأنه إما من القرآن أو الحديث، إما أن يكون في النظم أو في النثر، أربع: قرآن في نظم أو نثر، حديث في نظم أو نثر. قد ينقل بلفظه قد يتكلم الواعظ ولا يقول: قال - ﷺ -: «إنما الأعمال بالنيات». فيقول: إنما الأعمال بالنيات. يقتبس كلامه وكأنه أجاب بما تضمنه الحديث لفظًا ومعنى يقول: إنما الأعمال بالنيات. هذه يسمى اقتباسًا، أو نقل مع تغييرٍ يسير كما فعله الناظم هنا يعني: ينقل اللفظ من القرآن أو من السنة مع تغييرٍ يسير لا يضر أصل المعنى، لا يغير أصل المعنى يعنى يبقى المعنى على أصله، والمراد أصل المعنى يعني ما يُفهم من فحوى الكلام الذي دل عليه الإسناد المسند والمسند إليه لأنه يقال: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان: ١] هل يأتي مثله (تَبارَكَ المُنْزِلُ للفرقانِ على النَّبِيِّ) أبدًا لا يمكن أليس كذلك؟
تغير المعنى أو لا؟
نقول: فيه تفصيل، إن كان المراد تغير تمام المعنى وبلاغة المعنى لا شك، لأن الثاني الذي هو شطر البيت أنزل من الأول، وإذا كان المراد أنه تغير أصل المعنى ما دل عليه المسند والمسند إليه فالجواب لا.
إذًا مع المحافظة على ما دل عليه الكلام في أصل معناه هذا شرط في الاقتباس ثم قد يبقى على لفظه وقد يُغَيَّرُ مع بقاء المعنى الأصلي، وأما تمام المعنى فهذا لا شك من تغيره لماذا؟