ما هو معناه لو لم نأت بهذا التعبير؟ ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ قال: لأنه قائم مقام قولنا: إذا علم الإنسان أنه إذا قَتَلَ يُقْتَصُّ منه. إذا علم الإنسان أنه إذا قتل غيره يعني يقتص منه كان ذلك الاقتصاص يعني منه كان ذلك داعيًا قويًّا مانعًا له من القتل فارتفع بالقتل الذي هو قصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض فكان ارتفاع القتل حياةً لهم. الكلام كله هذا مأخوذ من... ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ إذًا المعنى كثير لأن فيه ردع للقاتل ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ المشهور عند العرب فيما سبق قبل نزول القرآن في هذا المعنى القتل أنفى للقتل، نفس المعنى لكن الآية أبلغ وبعضهم جعل المقارنة بين الآية والمثل المشهور هذا القتل أنفى للقتل. والسيوطي ذكر مفاضلة بين الآية والمثل من عشرين وجه في ((الإتقان)). وبعضهم أنكر أن يُجعل مقارنة أو مفاضلة بين النص القرآني وبين المثل لكن المراد أن إعجاز الآية أن إعجاز الآية باعتبار المثل المشهور يتضمن كيت وكيت وليس المراد أنه مقارنة لفظ بلفظ، لا، المراد أن مدلول هذه الآية أعظم وأجل من مدلول هذا المثل المشهور عند العرب، حينئذٍ لا مانع أن يُجعل مقارنة من جهة الدلالة. القتل أنفى للقتل، ما الذي زاد قوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾. على قولهم: القتل أنفى للقتل؟
قال السيوطي رحمه الله: فزاد عليه بقلة حروفه ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ هذا أقل من القتل أنفى للقتل لأن فيه محذوفًا، والنص على المطلوب القتل هذا أعم من القصاص أليس كذلك؟
والمطلوب القصاص حينئذٍ صار ماذا؟ نص على المطلوب ولذلك إذا قيل: أيهما أنص على المطلوب؟ نقول: قوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾. أما القتل أنفى للقتل هذا عام.
وما يفيده تنكير حياة من التعظيم ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ التنوين قد يأتي للتعظيم وتكلم النحاة عن فوائد التنوين ومنها: التعظيم. لمنعه عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحدة واطراده مطرد ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ هذا مطرد بخلاف القتل أنفى للقتل قد لا يطرد.
وخلوه من التكرار القتل أنفى للقتل، قتل قتل تكرار وهنا ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ ليس فيه تكرار، والتكرار ليس فيه تمجه الأذن فيه نوع ثقل واستغناءه عن تقدير محذوف مع المطابقة ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ هذا مطابق لمعناه بخلاف القتل أنفى للقتل فليس فيه ثم مطابقة كالآية وإن كان فيه نوع مطابقة إلا أنها جزئية وليست من كل وجه.
(وَلَكُمُ الحَيَاةُ) في آية (القِصَاصِ) (قُلْ مِثالُ الإيجَازِ) هذا هنا لكم في القصاص هذا إيجاز قصر أو حذف؟
إيجاز قصر، [نعم] إذًا يصير هذا مثال لماذا؟ لإيجاز القصر.
(قُلْ) أيها القارئ هي (مِثالُ الايجَازِ) بإسقاط الهمزة همزة القطع، هي همزة قطع أو وصل؟
قطع، لماذا قطع؟ لأنه مصدر رباعي [أحسنت] لأنه مصدر رباعي المصدر الرباعي هذا همزته همزة قطع، بخلاف المصدر الخماسي والسداسي همزته همزة وصل.


الصفحة التالية
Icon