يحسن لأن الأصل هو الوقوف على رأس الآية هذا هو الأصل لثبوت السنة بذلك، ولذلك جاء في حديث أم سلمة تصف قراءة النبي - ﷺ - أنه كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فيقف ويمد الرحمن ويمد الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم يقف، الرحمن الرحيم ثم يقف مالك يوم الدين ثم يقف فدل على ماذا؟ على أن هذا هو الأصل الوقوف على رؤوس الآية ولو كان الآية التي تليها أو الآية التالية متعلقة من جهة اللفظ أو المعنى بما قبله كما مثلنا فيما ذكرنا ﴿مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ﴾ [الصافات: ١٣٦، ١٣٧] بالليل هذا متعلق بما قبله لكن نقول: ﴿مُّصْبِحِينَ﴾ هنا يحسن الوقف عليه وإذا أراد أن يبدأ فإما أن يعيد يجوز ما في بأس ﴿مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ﴾ لتعلقه باللفظ والمعنى ولو أراد أن يبدأ بأصل الآية بأول آية ﴿وَبِاللَّيْلِ﴾، ﴿فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ نقول: هذا لا نقول بأنه لا يحسن. لأنه يصادم ماذا؟ يصادم النص، وكثير من هذه المسائل هنا اجتهادية لم يرد فيها نصوص إلا ما ثبت عن الصحابة فحينئذٍ يكون مقبولاً ولا إشكال وما عداه فهو من باب الاجتهاد ولذلك قيل: الأفضل الوقف عند رأس كل آية لحديث أم سلمة واختاره أبو عمرو بن العلاء قراءته دائمًا تكون على الوقف على رؤوس الآي، إذًا قوله: بالقيد الثاني ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ هذا لا بد من النظر فيه فنقول: المراد بالقيد الثاني أن يكون الموقوف عليه متعلقًا بما بعده من جهة اللفظ سواء كان ما بعده رأس آية أو لا، فإن كان غير رأس آية فلا يحسن الابتداء به إذا كان غير رأس آية فحينئذٍ نقول: لا يحسن الابتداء به، فيستحب أن يبتدئ من الكلمة الموقوف عليها ﴿الْحَمْدُ للهِ﴾، ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فإن لم يفعل لا إثم لا يأثم كله لا يأثم قبيح، إذا لم يأثم فالحسن من باب أولى وإن كان رأس آية فإنه يحسن الابتداء به في اختيار أكثر أهل الأداء لحديث أم سلمة في قولها:... ﴿الْحَمْدُ للهِ﴾ ولا يحسن الابتداء بـ ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لكونها صفة وليس برأس آية.


الصفحة التالية
Icon