لأنه ليس بحركة أصلاً فكيف يكون أخف حركة، وإنما نقول: السكون ضد الحركة ولذلك نقول: لا تبتدؤا بساكن ولا تقفوا على متحرك، فلو كان السكون حركة ما صار معنى لهذا القاعدة، فحينئذٍ لا نقول: لا من باب التغليب ولا مجاز لا يصح، لا هذا ولا ذاك، كل ذلك يرد في الحواشي على من يقول الحركات الأربعة: الضمة والفتحة والكسرة والسكون هذا خطأ، ولو اعتذر بالتغليب مثل هذا الموضع قد يُمَشَّى لكن في مثل هذا الموضع نقول: لا.
إذًا لأن الغرض من الوقف الاستراحة والسكون أخف من الحركات كلها وأبلغ في تحصيل الاستراحة ولأنه ضد الابتداء فكما لا يُبتدئ بساكن لا يوقف على متحرك هكذا قال المحشي.
(وبِالسُّكُونِ قِفْ) على الكلمة المحركة مطلقًا سواء كانت حركتها فتحة أو ضمة أو كسرة (وزِيْدَ الاشْمَامُ) يعني: وردت الرواية عن بعضٍ كالكوفيين الإشارة إلى الحركة الإشمام والروم هذا لا يخرج عن السكون يعني: الأصل السكون فحينئذٍ تُسقط الحركة أراد بعضهم أن يشير إشارة خفية لكون الحركة المسقطة عينها الضمة أو الكسرة فأشار إليها إما الإشارة تكون بالإشمام أو بالروم، إذًا القصد بالروم أو الإشمام الإشعار بأن الحركة التي كانت قبل الإسكان هي الضمة أو الكسرة، ولذلك نص بعضهم على أن الأصل هو الإسكان ووردت الرواية عن الكوفيين بالإشارة إلى الحركة ولم يأت عن الباقين شيء، والإشارة إما أن يكون بالإشمام وإما أن يكون بالروم ولذلك شرع في بيان الإشمام ثم ذكر الروم، قال: (وزِيْدَ الاشْمَامُ). يعني: وزِيد في الوقف. وزِيد هذا فعل ماضي مغير الصيغة وزاد القراء الإشمام ولك أن تجعل وزاد أهل اللغة لأن الوقف بالسكون هذا لغوي أمر اللغة حكم لغوي كذلك الإشمام حُكم لغوي ولذلك ابن مالك يقول:

واكْسِرْ أَو اشْمِمْ فَا ثُلاثِي أُعِلَّ عَيْنَا وَضَمٌ جَا كَبُوعَ فَاحْتُمِلْ
واكسر أو اشمم هو قرآن أو لغة؟


الصفحة التالية
Icon