حينئذٍ نقف معه وليس الصحيح وهذه تتأملها طالب العلم لو نظرت إلى دعوى أهل التحريف - ولا نقول التأويل - دعواهم في إثبات المجاز في هذه الصفات أنها دعوى فاسدة، ولذلك أدنى من مسك بزمام المجاز يستطيع يرد على أكبر واحد من الأشاعرة لماذا؟
لأن أصل ما عندهم هو إدعاء أن ظاهر القرآن التشبيه والتسوية أو التمثيل، أول قبل ما يأتي يقول مجاز يقول: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ لا أفهمُ مِن استوى إِلا الاستواء الذي عند المخلوق. هذه مقدمة أولى ثم بعد ذلك يبحث عن التخريج إذًا صار المجاز ثانيًا أم أولاً؟
ثانيًا إذا أبطلت المجاز هل أبطلت تحريفهم؟
لا سيأتيك بمسألة يقول: أسلوب من أساليب العربية ما في يأس هذا. تقول: استوى هذا ظاهره الاستواء المعلوم من جهة المخلوق وهذا تمثيل وتعالى الله عز وجل ليس كمثله شيء إذًا ماذا نقول؟ نقول: ورد في لسان العرب الاستواء بمعنى ماذا؟ بمعنى علا وارتفع وهذا الذي ينفيه ويأتي باستواء بمعنى العلو المعنوي فحينئذٍ نقول: أسلوب من أساليب العربية أن الاستواء يأتي بمعنى القهر. ما تستطيع أن تنكر عليه إذًا ما أتى بالمجاز، ولذلك بعض المعتزلة ينكر المجاز وهم محرفون هم أئمة التحريف حينئذٍ رد المجاز يعني ليس فيه إبطال مذهب المحرفة ولا المؤولة وإن لم يكن الطالب يحوم في أمور يعني أبعد ما يكون عن مذهب المحرفة - نحن خرجنا -.
(وزِيْدَ الاشْمَامُ لِضَمِّ الحَرَكَةْ) وزيد في الوقف (الاشْمَامُ) والمراد بالإشمام هو الإشارة إلى أن الحركة (وزِيْدَ الاشْمَامُ) والإشمام المراد به الإشارة إلى الحركة بلا تصويت بأن تجعل شفتيك على صورتهما إذا لفظت بها، يعني: تسكن الحرف الأخير الذي وقفت عليه، إذًا هو مع الإسكان ليس إشمام لوحده، لذلك هو فرع عن الإسكان، الأصل هو السكون وهذا أصول مطرد ثم إذا أردت أن تشير إلى أن الحركة التي أسقطتها هي ضمة تحركت شفتيك على هيئة إخراج الضمة أن تأتي بصورة الشفتين كأنك تنطق بضمة وهو إسكان فحينئذٍ لذلك لا يعرف إلا بالرؤية الكفيف لا يعرف أنك أشممت أو لا، وإنما الذي يراك هو الذي يعرف أنك أشممت أم لا، أما بالصوت لا يعرف هذا لأنه مجرد تحريك الشفتين فقط إخراجها على هيئة الضمة لذلك قال هنا: الإشارة إلى الحركة بلا تصويت. بلا صوت لماذا؟ لأن المقام مقام إسكان نحن نسكن أولاً بأن تجعل شفتيك على صورتهما إذا لفظت بها وعرفها بعضهم بقوله: عبارة عن ضم الشفتين بلا صوت عقب حذف الحركة. وهذا أجود عبارة عن ضم الشفتين بلا صوت عقب حذف الحركة، إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة فلا بد من اتصال ضم الشفتين بالإسكان لا بد منهما معًا تسكن وتحرك الشفتين، فلو تراخى يعني سكنت ثم بعد ذلك حركت فحينئذٍ لم تشم، ما أشممت وإنما سكنت فقط لذلك لو تراخى فإسكان مجرد عن الإشمام.
وهل يختص بالآخر أم يكون في الأول والأسماء والآخر؟