مقدرة مكتوبة، والله جل وعلا يدبر أمر الأرض من السماء، كما قال تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الاٌّمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الاٌّرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ الآية، قوله تعالى: ﴿وَمَا تُوعَدُونَ﴾ ما، في محل رفع عطف على قوله: ﴿رِزْقُكُمْ﴾، والمراد بما يوعدون، قال بعض أهل العلم: الجنة، لأن الجنة فوق السماوات، فإطلاق كونها في السماء إطلاق عربي صحيح، لأن العرب تطلق السماء على كل ما علاك كما قيل:
وقد يسمى سماء كل مرتفع......... وإنما الفضل حيث الشمس والقمر
ولما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور، قال فيه:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا......... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له ﷺ «إلى أين يا أبي ليلى: قال: إلى الجنة، قال: نعم إن شاء الله» (١).] (٢).
١٤٢ - يطلق اسم الذنوب، التي هي الدلو، على النصيب.
[قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ﴾. أصل الذنوب في لغة العرب الدلو، وعادة العرب أنهم يقتسمون ماء الآبار والقلب بالدلو، فيأخذ هذا منه ملء دلو، ويأخذ الآخر كذلك، ومن هنا أطلقوا اسم الذنوب، التي هي الدلو على النصيب. قال الراجز في اقتسامهم الماء بالدلو:
لنا ذنوب ولكم ذنوب......... فإن أبيتم فلنا القليب
ويروى:
إنا إذا شاربنا شريب......... له ذنوب ولنا ذنوب
فإن أبى كان لنا القليب
ومن إطلاق الذنوب على مطلق النصيب قول علقمة بن عبدة التميمي، وقيل عبيد:
وفي كل حي قد خبطت بنعمة...... فحق لشأس من نداك ذنوب
(٢) - (٧/ ٦٦٧) (الذاريات/ ٢٠: ٢٢).